حوار مع الدكتور جمال حشمت
أجرى الحوار: ابن المبارك ــ يونيو 2008
* أولا : أبدأ من آخر قضية مثارة وهى موضوع مكتب الارشاد وتصريحك على جريدة الدستور الذى أزعج الكثير من الاخوان والذى نفيته بعد ذلك .. السؤال هو لماذا حضرتك شخصياً تحرف تصريحاتك ( على ما أتذكر هذا هو ثالث مرة تنفى فيها بعض التصريحات الصحفية خلال شهور قليلة ) ـ ؟ وما هى حكاية مكتب الارشاد ؟؟ ــ
ـ أخى الكريم تحريف التصريحات أمر معلوم من الصحافة بالضرورة وقد يكون القصد السئ وارد فيها كما حدث معى فى حوار سابق مع جريدة نهضة مصر وقامت حلقة بأكملها من البيت بيتك عليها ورغم أن التلفزيون المصرى فى عمل غير مسبوق صور معى كلمة توضيحاً لم نشر إلا أنه لم يلتزم بأخلاق الشرفاء ولم يذع كلمتى المسجلة لديه قبلها بيوم كامل !! والأمر معروض الآن على القضاءوقد تكون الصياغة ركيكة فيوضع الكلام فى غير موضعه ويتغير المعنى .. وعلى كل الأحوال فحرصى على عدم فهم أحاديثى على غير معناها يجعلنى فى أحيان كثيرة أملى الصحفى ما أريد أن أقوله كلمة كلمة والله أعلم رغم ذلك بما يكتبه ! ـأما حكاية مكتب الإرشاد فأحيلك لمقالتى الأخيرة " انتخابات الإخوان مالها وما عليها " على موقع نافذة مصر أو البحيرة
* ثانياً : حضرتك تعلم ما يثار حالياً من شباب الاخوان على المدونات وفى الصحافة من نقد لاذع للاخوان ويتطرقون لأمور تنظيمية داخلية لم نعتاد عليها من قبل (تحت مسمى النقد الذاتى ) المفيد لتصحيح الأخطاء الداخلية ؟ ما رأيك فى ذلك ؟
ـ لا مانع من مباشرة النقد الموضوعى بعيدا عن التجريح أو كشف ما يظن أنه يسئ للجماعة رغم عدم مسئوليتها عنه فى كثير من المواقف !! وذلك بعد محاولة توصيل ما يراه كل أخ من تصويب أو اقتراح أو مراجعة للمسئولين وهو خلق لابد من تشجيعه داخل الجماعة سواء ممن يجد فى نفسه شيئاً يريد أن يقوله أو من المسئولين الذين يجب أن يفتحوا بابا ليس للإستماع فقط بل ولتعديل الخطأ أو على الأقل الاعتراف به وهو ما سيقلل من مشاكل عرض تفاصيل الخلافات التنظيمية على الهواء مباشرة .ـ
* ثالثاً : شعبية الاخوان من وجهة نظرك فى تناقص أم تزايد بين عموم الناس فى الفترة الحالية ؟ـ
ـ أظن أن هناك بعد ما يصاحب حركة الإخوان من صراخ وحصار ومظالم , أن بعض من كانوا حولها من ضعاف النفوس يخافون فيبعدون عنها وهم قلة وهناك من ينبهر بهم وبمواجهتهم للفساد والظلم والاستبداد فيلتفون حولهم وهو ما يجعل الوضع الى حد ما مستقر ولاشك أن خوض الانتخابات لها تأثير فى حركة الفريقين قربا أو بعدا من الإخوان
* رابعاً : بصفتك عضوا سابقاً .. تقييم حضرتك لأداء نواب الاخوان فى البرلمان حتى الآن ؟
ـ تقييم أداء أى مجموعة يحتاج أولا معرفة أهدافهم وأمكاناتهم وخطتهم ولاشك أن كتلة الإخوان لا تمتلك أغلبية ولاتملك بالتبعية القدرة على إقالة الحكومة أو تمرير قانون أو تعطيل قانون ولا تملك اتخاذ قرار أو تنفيذ قرار داخل المجلس لذا أرى أن هناك نجاحا فى إثارة كل القضايا التى تهم ابناء الشعب المصرى تحت القبة وتم فضح المسئولين المتورطين فى الفساد وفتح الملفات التى تسبب حرجاً لكل مسئول يتصور أنه فى حصانة وفى منأى من الفضح والمحاسبة أيا كانت نتيجة هذه المحاسبة فتلك يتحملها المجلس وقياداته وهم من وقعوا تحت سيطرة الحكومة والنظام الحاكم برجاله ومنتفعيه نعم كان لهم صدى إعلامى محدود نتيجة الحصار الذى فرض على نشاط المجلس كله إعلاميا لمنع النواب الأحرار من التواصل مع باقى الشعب وهو ما يكسبهم المصداقية التى بها تتأكل شرعية الحزب الوطنى والنظام بأكملهولاشك أن هناك تفاوتا فى الأداء نتيجة الخبرات والأمكانات الشخصية لكل نائب وهو أمر طبيعى كما أن هناك مواقف كان يجب استثمارها بصورة أفضل وهناك مواقف كانت تحتاج لإعدادات أقوى وهو ما يجب أن تتم دراسته ليكون التقويم شاملاً وموضوعياً
* خامساً : على المستوى العام فى مصر .. غلاء الأسعار وفساد معظم المؤسسات وسيطرة الأمن على كل مناحى الحياة .. كل ذلك ومازال التحرك الشعبى ضعيفاً للغاية والجميع ينتظرون الاخوان فقط للتحرك وشعارهم : سنقاتل حتى آخر فرد فى الاخوان .. ما رأيك فيما سبق ؟
ـ تعلمون موقف الإخوان الواضح فى هذا الشأن بأن حركة الإخوان وحدهم لا تكفى لمواجهة هذا الفساد وتلك الهمجية بل لابد من تكاتف الجميع وتلك هى المشكلة الكبرى الآن حيث لاقيادة موحدة للمعارضة المصرية وقد نجح النظام فى اختراقها بالعصى والجزرة والواجب الحث الدائم للعمل المشترك فى حدود ما تم الاتفاق عليه من قبل وهى مساحة لابأس بها لو خلصت النوايا وتوحدت الإرادات
* سادساً : على المستوى الخارجى , هناك من يرى أن دعم الاخوان لحماس فى غزة لم يتجاوز بعض المظاهرات وجمع التبرعات .. ولم يرقى بعد للمستوى المطلوب (مثلاً أحد المدونين الاخوان كتب يطالب الاخوان بالتوجه الى رفح لكسر المعبر بالقوة لدخول الفلسطينيين ) .. هل هناك صور أخرى غير معلنة للدعم , وما ردك على تلك الرؤية السابقة ؟
ـ هناك من النظام من أثاره مواقف الإخوان الداعمة للفلسطينيين وصور الأمر على شكل مؤمرات وتسليح وهروب عبر رفح لداخل مصر للإعداد لعمليات إرهابية وتأمر لعمل طائرات تجسس بدون طيار من إعداد أساتذة الأزهر !! وأن هناك مسيرة مليونية يعدها الإخوان للزحف على رفح وغير ذلك من تحريض أو تخويف وهم يعلمون أن دور الإخوان لا يتعدى الدعم المالى والنفسى والمعنوى بجمع تبرعات من الشعب المصرى ومقاطعة منتجات أعداء الأمة أومؤتمرات ووقفات للدعم وغير ذلك من وسائل ليس فيها هجوم أو رجال أو سلاح أو اقتحام وكلها مفردات لايتعامل معها الإخوان ولا يحتاجها الإخوة الأشقاء فى فلسطين وكلها مواقف ايجابية لايملك الإخوان سواها فى الوقت الحالى ولها تأثيرها الضخم على مسيرة مقاومة الشعب الفلسطينى وقد صرح الشهيد بإذن الله تعالى أحمد ياسين من قبل وقال أن مظاهرة دعم فى مصر تعادل عملية استشهادية فى تل ابيب .ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق