24‏/12‏/2009

رحمة الخدعة الانسانية



مهما كتبت ووصفت , وسمعت وقرأت .. ستظل النفس الانسانية أكبر لغز فى الحياة , حار فيها العلماء والأطباء .. لتبقى سرها بيد خالقها .. بأمره وبحكمته المطلقة

وقفت مشدوداً أمام قصة " أم زكريا " التى رواها الشاعر اللبنانى / أنسى الحاج ؟؟ أسرتنى تلك الخدعة الحانية التى فعلتها أم زكريا بابنها فى لحظة فارقة وفاصلة .. واستدعى ذلك عندى خواطر وذكريات أخرى
يقول أنسى الحاج :
زكريّا عاملُ مطبعةٍ يقود سيّارته وإلى جانبه أمّه. يتحادثان في شؤون يوميّة. فجأةً تشعر الأمّ بألمٍ هائل في صدرها، ألم الذبحة.
تُمْسك قلبها ويَصْفرُّ وجهها، فيسألها زكريّا ما بها، فتجيبه: « لا شيءَ، وجعٌ ويمرّ ».
ويشتدّ الألم. وكأنها شعرتْ بدنوّ أَجَلها ، تقول لابنها بلهجةٍ تريد التطمين: « باللّه يا بنيّ أدرْ وجهكَ عنّي لحظةً فقط حتّى تمرّ الأزمة... لا أريدكَ أن تتضايق »
ومطيعاً إيّاها كعادته أدار وجهه صوبَ الطريق أمامه. ولمّا عاد ونظر إليها بعد دقيقة رآها انزوت في ركنها وقد لفظتْ أنفاسها
لم تشأ أن يراها تموت
آخر دَفْقَةٍ من حبّها كانت إراحته من مشهد أشفقت عليه منه، وربما أشفقت أيضاً على نفسها. أخذت حصّتها من الموت بخَفَر مَن اعتاد حصرَ المهامِّ الثقيلةِ بنفسه.

أرادت للحياة العاديّة أن تستمر مع ابنها بلا تشويه، كأن مشهد نَزْعها الأخير هو الضريبة غير المحتملة، لا موتها. بعد الموت ستعود الحياة، أمّا مشهد «الانتقال» فصدمةٌ أبديّة.

كان العالم ـ بالزاك ـ يقول إن قلبَ الأمّ هاوية وفي أعماق هذه الهاوية يكمن الغفران. عندما أخبرني زكريّا حكايةَ أمّه رأيتُ فيها أكبر من الغفران.
رأيتُ الفداء.
أنا أمّكَ أحميكَ من مَوتي.
من منظري وأنا أموت حتى لا يسكنكَ خوف موتك.
أنا أمّكَ حملت بك وأحمل عنك حتّى الرمق الأخير.
برَمَقي الأخير.
وما بعده.
لحظة، كلّها لحظة، تغمركَ بعدها الحياةُ وتُنسيك...
كلّ امرأةٍ تفعل ما فعلته والدةُ زكريّا تلك اللحظة، هي أمّ. بل كلّ رجلٍ يفعل ما فعلته والدةُ زكريّا تلك اللحظة، هو أمّ.
إذا أردتُ أن أتخيَّلَ صورةً مُثلى لأمومةِ الكون لما وجدتُ أروعَ من صورةِ أمّ زكريّا تلك اللحظة.
أخذتْ أمّ زكريّا إجازة منه ثواني لتموت دون أن يَشعر. قالت له: «لا أريدكَ أن تنظر إليّ الآن. انظرْ إليّ بعد قليل».
لم يعد أمامها ما تعطيه إيّاه إلّا هذا الإعفاء، فكُّ ارتباطِ مَرْكَبهِ السائر بمركبها الغارق.
سَكَنَتْني هذه الصورة وسوف تظلّ تسكنني. عاملُ مطبعةٍ فقيرٍ وأمّه الفقيرة. حديثٌ عاديّ في سيّارة متواضعة. وموتٌ لم يُمهّد له شيء، موتٌ وديع وداعةً مُطْلَقَة.
خطأ قاهر ومعه اعتذاره.
.......
تذكرت قصة أم اخرى مع ابنها ولكن بمشهد معكوس .. كانت مريضة مرضاً شديداً أقعدها وحاصرها فى سرير الموت سنين , وكان ابنها الشاب يجلس معها يحكى عن نفسه وظروفه ليسليها ويخفف عنها .. كان يتحدث لها بأشياء غير حقيقية .. أمور وهمية .. محاولات بائسة للتخفيف عنها ,, فما أعظم سعادة الأم بنجاح ابنها وسعادته

كان يحكى لها عن روعة وظيفته ومهنته .. كيف أنه ماض فيها بخطى ثابتة من نجاح الى نجاح .. يسافر هنا وهناك ويعمل بجد واجتهاد ..فى وقت لم يشهد فيها هذا الابن استقراراً يوماً بسبب ظروفه الاجتماعية المؤلمة
كان يحكى لها عن عن أحواله المادية الرغيدة التى يعيشها .. عن راتبه الشهرى الذى يكفى الشهرين ويفيض للادخار .. فى وقت كان يعيش بالأيام وفى جيبه جنيهان أو أقل حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا
كان يحكى عن طعامه وشرابه الذى كان من أجود الطعام .. لحوم وأسماك وفواكه مما يشتهون .. فى وقت كان لا يعرف شكل هذه الأشياء الا يوم الجمعة كل أسبوعين

كان يحكى عن أحلامه الوردية ومستقبله الباهر وعلاقاته الواسعة , وحب الناس له , , عن لطف الحياة وجمال الكون من حوله .. عن روعة الأًيام ... كان يحكى ويحكى .. وآه لو نظرت فى عينيه !! تراه يذهب بوجهه بعيداً لكى لا ينكشف سره ..
نعم .. كان يخدعها رحمة بها .. يخفف من صدمات الحياة القاسية .. يزرع شعاع نور فى محيطه الداكن تلطيفاً للأجواء وترطيباً للأفئدة
نعم انها الخدعة الحانية .. آخر دفقة من حبه فى حياتها كان اراحتها من الهم الطبيعى لدى الأم تجاه ابنها .. اشاحة عفوية بوجهه عنها , ونظرة من طرف خفى ,, لم يجد أفضل من تغييب الحقيقة عمداً عن المشهد .. لكى يمر هذا الشعاع الخافت من الثقب الضيق بسلام

فى حياة المرء من هذه الخدع الانسانية كثير كثير .. مع أطراف كثيرة .. يطول المقام بذكرها .. وكلنا نمارس هذا النوع الانسانى الفطرى .. وما العيب فى ذلك ؟؟ فكم مارست أمهاتنا ذلك معنا .. يخفون آلامهم وأحزانهم عنا من اجل رؤية ابتسامة واحدة على وجوههنا .. ألا فلتدبروا قصة أم زكريا !! ـ
لكن يظل الفراغ قائماً .. بل يزداد يوماً بعد يوم .. عند زكريا وعند هذا الابن على السواء ..النداء الخفى مازال يطاردهم فى داخلهم ويهتف كل حين فى صمت أبلغ من الكلام : " ماتت التى كنا نكرمك من أجلها " ـ

كم يشتاق المرء فينا ـ أحياناً ـ الى خدعة انسانية جديدة .. تحيي القلب مرة أخرى وتجدد العهد بيقظة الروح ,, ولكن .......... ! ـ
..............
سألجم قلبى حيناً , كى أحيا فى الدرب زماناً
سأموت اذا صرت رقيقاً , لن يجدوا فى قبرى مكاناً

 

13‏/12‏/2009

مواقف



روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب المعروف بشدته وقوة بأسه , كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم 
فرأى رجلاً يأكل بشماله فجاءه من خلفه وقال : يا عبدالله كل بيمينك .. ـ

فأجابه الرجل : يا عبدالله انها مشغولة , فكرر عمر القول مرتين , فأجابه الرجل بنفس الاجابة 
فقال له عمر : وما شغلها ؟؟  فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. ـ
فجلس اليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟ , ومن يغسل لك ثيابك ؟ , ومن يغسل لك رأسك ؟, ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام , وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها
....................................................................
يقول ستيفن كوفي : كنت في صباح يوم أحد الايام  في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك
وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق بالتفكير وآخرون في حالة استرخاء

كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء
فجأة .. صعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار
جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله
كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء .. بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج
ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري دون أن يحرك ساكناً !!؟؟
لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد .. والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً !؟


بعد أن نفد صبري التفتُّ إلى الرجل قائلاً : إن أطفالك ياسيدي يسببون إزعاجا للكثير من الناس.. وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك؟ .. انك عديم الاحساس
فتح الرجل عينيه.. كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف : نعم إنك على حق.. يبدو انه يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر.. لقد قدمنا لتونا من المستشفى حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة .. إنني عاجز عن التفكير .. وأظن أنهم لايدرون كيف يواجهون الموقف أيضاًً
يقول (كوفي): تخيلوا شعوري آنئذ ؟؟
فجأة امتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود
قلت له : هل ماتت زوجتك للتو ؟ .. إنني آسف .. هل يمكنني المساعدة ؟؟


لقـد .. تغير كل شيء في لحظـة

05‏/12‏/2009

كانت لنا أسرة




عندما كانت لنا أسرة
كان ابى أمامى .. يتفقدنى أحياناً وأتفقده أحيانا .. و أزماتنا قربتنا أياماً


عندما كانت لنا أسرة
كان اخوتى حولى .. ننفث فى بعض .. همومنا .. كنا نتكلم ونتحاور ويشد أزر بعضنا بعضاً


عندما كانت لنا أسرة
 كان لى  أم  بيننا .. رغم آلامها , لم تنس يوماً ابنها , وسؤالها كان يسبق أنينها

عندما كانت لنا أسرة
كنت اجلس وسطهم .. احكى .. اقول فقط .. اى شيئ ,, لا يهم .. نوع من السلوى تسلّينا

الآن
لا أدرى ...  ـ
أأبحث عن أسرة ؟؟ أم أمضى بعيداً .. بعيداً فى داخلى أولاً !!    ـ


ظننت أن الأصدقاء سيشغلون الفراغ .. لكننى وجدت مشاغل الحياة أقوى منى ومنهم
ظننت أنهم سيلتفون حولى .. لكننى وجدت ذلك عملة نادرة .. الكل يأخذ فمن يعطى ؟ـ

ظننت أن أحداً يفهمنى .. لكننى علمت أن النائحة الثكلى غير المستأجرة 
ظننت و ظننت  وظننت .. وما نيل المطالب بالتمنى


- سلام على هذه الدنيا ان لم يكن بها صديق صدوق مخلص العهد وفياً ـ


-- بعد أكثر من مئة يوم من هذا الانقلاب .. وجدت ضالتى متأخراً .. ـ

لكن هل فات الأوان ؟؟ ليت شعرى أعرف الجواب

ألام على ما أبدى من الأسى
وانى لأخفى أضعاف ما أبدى

................................................................................................
استئذان بالانصراف

والى اللقاء فى الجنة



19‏/11‏/2009

أوراق من حياتى

فى صعيد مصر 2002/2003

الجزء الثالث والأخير
فى وداع أسيوط 
.



أشعر بخفقان شديد واضطراب وأنا أكتب هذا الختام .. ذلك شأنى عندما أكتب عن أى ختام أو وداع , ولا أدرى فربما لا أريد أن أقلب ذكريات مضت بحلوها ومرها , أو ربما يكون هروباً من الحاح المشاعر التى تفرض عليّ مالا أطيق .. لكن عزائى على أية حال ان تبقى هذه الكلمات ـ وكل ما كتبت من كلمات ـ شاهدة لى ان شاء الله , وستكون كما أعتقد , ذكرى للآخرين تدفعهم للدعاء لى كلما رأوها 
...........................................
لقد تساءل الجميع فى حينها عن سر قرار التحويل المفاجئ من جامعة أسيوط  باستنكار , ولهم حق فى ذلك , فان عوامل الاستقرار لدى كانت قد تحققت سواء النفسية والاجتماعية أو الدعوية والدراسية .. وأخفيت السر عن الجميع حتى والداى , وتركتهم على تفسيرهم القديم بأنى لا أطيق الغربة .. أما الحقيقة فلها قصة بسيطة ..  ـ

فى هذا الوقت كان قد تزوجت لى أختان من الثلاثة اللاتى أنعم الله علينا بهن , وفى نفس الوقت كان أخى الأكبر يؤدى الخدمة العسكرية بالقاهرة ولم يبق فى منزلنا سوى والدى ووالدتى وأختى الصغرى فى الاعدادية , وأنا بالطبع فى أسيوط .. فى هذه الأثناء مرض والدى مرض شديد جعله يذهب الى كل ما تستطيع حصره من الأطباء , ولم يكن معه أحد يعتمد عليه فى ذهابه وايابه , اذ كان يتحرك بصعوبة ويجوب مصر كلها وراء هؤلاء الأطباء حتى انه جرب الطب الشعبى بأنواعه مع أناس ليسوا بأطباء ...  لم يكن أمامى سوى هذا الخيار اذاً , ولابد أن أتحمل مسئوليتى بشجاعة ... فلم أتردد كثيراً خاصة أنه كان يشجعنى على التحويل لأكون بمكان قريب من البيت دون أن يشير الى حاجته الىّ .. وقد كان ..    ـ

فبدأت اجراءات التحويل فى سرية وسرعة وقدمت أوراقى الى ثلاث جامعات ( المنصورة وطنطا والمنوفية ) وكان فى الاحتياط ( الاسكندرية وبنها والقاهرة ) , وتم قبولى بعد مداولات كثيرة جداً بجامعة المنصورة مع قائمة طويلة من الشروط أصعبها اضافة 4 مواد زيادة على السنة التى سألتحق بها .. واستقرت بى الأمور بالمنصورة بفضل الله وكرمه فكانت أسيوط هى مدرسة الحياة الابتدائية والمنصورة هى مدرسة الحياة الاعدادية

كان خبر التحويل مفاجئاً وصادما لرفاق الدرب فى أسيوط .. اخوانى الذين لم تلدهم أمى ولكن كان للحياة معهم طعم آخر .. أذكر يوم زيارتى لأسيوط بعد التحويل لاخلاء الطرف , ورأيت وجوههم فى استقبالى ما بين غاضب ومستنكر وحزين ورافض .. كانت لحظات وداع صعبة فى حياتى , راجعت نفسى ـ فى نفسى ـ  حينها مئات المرات .. وداع لم أشعر بمثله الا يوم أن فقدت والدتى رحمها الله منذ شهور .. وكأنها لحظات تطوف على القلب كل فترة لتطبع فيه حكمة الزمان بأن المعاناة جزء من الحياة 
هتفنا يومها من قلوبنا : مهما طال بينا الزمان راح يكون بيننا تلاقى ,, لو يفرقنا المكان فى القلوب العهد باقى 
نعم فى القلوب العهد باقى وسيبقى الى أن نموت ان شاء الله ..
فكيف أنسى أخاً علمنى كيف يضع الأخ  يده فى جيب أخيه فلا يسأله لماذا وماذا أخذت ..  فذكرنا بالعهد الاول من الصحابة والتابعين فى وقت كنا نظن أن الطريق اليهم طويل وشاق ومستحيل
وكيف أنسى أخاً علمنى أن الحب والاخوة , تضحية وعمل , لا كلام وخواطر , فكنا نلهث وراءه فى ذلك فلا نستطيع اللحاق به فأتعبنا .. لكن علمنا 
وكيف أنسى أخاً علمنى كيف أتفكر فى الملكوت .. كان ينظر الى ما حوله نظرة تختلف عنا , فكان له من كل شيئ حوله عبرة , فأحيا قلوبنا بقلبه الرفيع الموصول بالله 
وكيف أنسى أخاً كنا نجلس أمامه فقط لننظر اليه فاذا دموعنا تجرى على خدودنا أنهاراً وكأنى بها تصرخ فينا : متى تصلوا الى ما وصل اليه , كان يجسد الربانية بمعانيها وترى في وجهه روعة السرائر الالهية .. لله درك يا مهدى وأنى لنا بمهدى مثلك الآن
أم كيف أنسى أخاً حمل حياته على كفه ضارباً لنا أروع الأمثلة فى التضحية من أجل فكرته التى طالما دافع عنها فلقى ما لقى فى سبيلها فلم يفتر ولم يهتز 
نعم لم انسى .. فهناك تعلمت فى مدرسة الوفاء ألا أنسى , رغم أن النسيان من صفات الانسان .. أجبرتنى الحياة  أن أفارق من أحب , فعلمتنى الأصالة  ألا أنسى من أفارق 

أستطيع أن ألخص مجمل الفروق بين ما قبل أسيوط وما بعدها بالنسبة لى , فى نقاط سريعة :ـ 
  • رأيت نموذجاً للدعوة على أصولها ـ علما وعمالاً لها ـ ولم أكن مبالغاً حين قلت لهم : ان النصر سيأتى من الصعيد ( اقصد من المنتمين الى الحركة الاسلامية هناك ) ـ
  •  تلقنت دروساً فى فن الحياة وخالطت أصنافاً كثيرة من البشر باختلاف نشأتهم من الاسكندرية الى أسوان ومن سيناء الى السويس الى البحر الاحمر 
  • وتكشفت لى جوانب جديدة عن مصر فى عمقها المنسى , وكثير من أبناء مصر لا يعلم عنها شيئاً ـ رغم ان الصعيد يمثل ثلثى مصر مساحة وكثافة ـ وكما أن النصر سيأتى من الصعيد فان الفتنة والهزيمة ستأتى من هناك أيضاً لأنها بركان خامد تصول فيه عوامل الفساد والتبعية
  •  وكان لى شرف التعرف على أساتذة وعلماء فضلاء مثل الاستاذ الدكتور / محمود حسين  بكلية الهندسة ـ عضو مكتب الارشاد ـ والاستاذ الدكتور / محمد دهيم , بكلية الهندسة ـ أكبر اخوان أسيوط سنا ـ والشيخ / محمد خلف ( يطلقون عليه قرضاوى أسيوط ).. لهم منى كل الحب والتقدير والعرفان
  •  ثم أخيراً .. تشكلت فى أسيوط جوانب كبيرة من تكوينى الداخلى .. فلقد كانت محطة أسيوط أبرز محطات حياتى لأنها أحد ثلاثة عوامل شكلت عاطفتى , وأحد عاملين شكلا شخصيتى .. وان هذا الهبوط الدراماتيكى فى التكوين النفسى والعاطفى نتيجة تلك العوامل يمثل عنصر الأساس وحجر الزاوية التى بنيت عليها شخصيتى بعد ذلك , واسميته هبوطاً من باب نقد الذات ..لأننى أسير الحاح خاطرة ـ كنت قد كتبتها ولم أنشرها من قبل ـ جاء فى مطلعها :
" أصحاب العواطف النائمة والمشاعرالصامتة فى راحة من حياتهم .. يملكون قرارهم , لا شيئ يقلقهم تجاه الآخرين .. قلوبهم صلبة وقوية  يواجهون الحياة بالعقل والمنطق ,, هذا زمانهم , ومكانهم ,, ماذا جنى أصحاب العواطف والمشاعر الفياضة سوى التعب والقلق فى حياتهم .. وبماذا أفادهم اسعاد الآخرين والسهر على راحتهم وابهاج قلوبهم .. سوى مزيد من الهم ,, أليس هناك طرق أخرى بها من الاجر ما بها .. ربما أكثر راحة وأقل تكلفة .. أليس الطريق الى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ..... " ـ


لم يعد للحديث بقية 
والله من وراء القصد 
ابن البارك
نوفمبر 2009

21‏/10‏/2009

أوراق من حياتى

فى صعيد مصر 2002/2003
الجزء الثانى


من الاستفادات التى استفدتها فى أسيوط أن جزءاً من واقع الصعيد تكشف لى ـ وياليته لم يتكشف ـ ولعلى لا أضيف جديداً حين أقول أن صعيد مصر على فوهة بركان خامد سيثور فى وقت ما فى علم الله وذلك لعدة عوامل لا حظتها وسمعت عنها هناك : ـ
أولها : العنف الكامن الذى يستدعى فى أى وقت حسب الطلب وانتشار تجارة السلاح هناك
ثانيها : ورقة الفتنة الطائفية التى تستغل من جهات لا نعلمها فى أوقات معينة
ثالثها : تجارة المخدرات المنتشرة فى جبال الصعيد وصحراؤها
رابعها : التغلغل الأمريكى الاسرائيلى القوى فى المؤسسات التجارية والصناعية عبر رجال الأعمال 
خامسها : انتشار الفقر والجهل فى قرى ونجوع كثيرة لا يسأل عنها أحد شأنها شأن قرى مثلها فى كافة أنحاء مصر

ومن الملاحظات الجديرة بالذكر أن السفير الامريكى كانت له زيارات ثابتة لأسيوط وكان دائماً يبدؤها من جمعية لرجال الأعمال مقرها أمام جامعة أسيوط ورأيته بنفسى ورأيت الحفاوة التى يستقبل بها  , وعلمت بعد ذلك أن له زيارات ثابتة لبعض المنشآت التجارية والصناعية فى أسيوط وما حولها


من الأمور أيضاً التى عاصرتها هناك أحداث قرية النخيلة وخط الصعيد عزت حنفى .. كنا نتابع أخباره يومياً وكأنه مسلسل شيق نتلهف لحلقته اليومية .. سمعنا أن حنفى كان يحفر خنادق تحت الأرض فى النخيلة , وأنه كان يقيم قواعد ودشم خرسانية دفاعية , وسمعنا انه وضع فوق كل نخلة فى القرية ( سميت النخيلة لكثرة النخل بها ) أنبوبة غاز جاهزة للانفجار عند أى محاولة لاقتحام قوات الامن البلدة , ورأينا المستشفيات فى أسيوط تستقبل كل يوم جرحى وقتلى لأن حنفى يطلق النيران على القطارات المارة على البلدة ويقطع الطريق البرى برجاله , ثم آخر ما سمعنا ان قوات الأمن المصرية الباسلة فشلت فى اقتحام القرية براً وجواً فلجأت الى خيار البحر ودخلت البلدة بالزوارق الحربية  ..لقد كان فيلماً أجنبياً مرعباً وشيقاً 


الشيخ الذى يوحى اليه

هذه احدى عجائب القرن الواحد والعشرين بلا مبالغة .. لا أعرف لماذا لم يسمع الناس عن هذه القصة , لم أكن أتخيل أن أجد مثل هذه الحالة النادرة التى نسمع عنها فى الطرائف والغرائب وقديم الكتب فقط 
فبعد 3 أشهر من نزولى الى مدينة أسيوط سمعت عن الشيخ عبد الخالق , امام مسجد كبير بشارع الجمهورية بأسيوط .. يدعى أنه يوحى اليه وأن سيدنا  جبريل وسيدنا محمد يزورانه فى اليقظة وأن سيدنا أبوبكر وسيدنا عمر يأتيان اليه فى أوقات خاصة وأنه يرى الملائكة وأنه يخاطب الله ... لا اله الا الله
لم أستطع أن أكمل السماع عن هذا الرجل .. كان لابد من زيارته فى مسجده لتكون مواجهة الحقائق عياناً بياناً ,,, وقد كان

ذهبت بصحبة اثنين من أصدقائى الى مسجده فى صلاة العشاء .. كالعادة تحذير منهم الى بأن ألتزم الأدب والا أظهر اى رد فعل تجاه أى فعل غريب أراه هناك , بالاضافة الى تنبيه آخر بان أعيد الصلاة بعد عودتى لأن هناك فتوى من أحد العلماء ببطلان الصلاة وراء هذا الشيخ  !!ـ

دخلت المسجد فوجدت كرنفالاً من المجتمع المصرى ( أساتذة جامعة وطلاب وضباط شرطة وعمال وأطباء مشهورين وفلاحين ونساء وأطفال , ... و ... الخ ) .. كل ما تتوقع ومالا تتوقع
ثم لمحت غرفة الامام فوجدت عجباً .. اذ يقف أمامها ـ عفواً ـ يسجد أمامها شاب فى العشرينات من عمره .. يسجد للامام , او بمعنى اصح يسجد لباب غرفة الامام .. على بعد  متر أخر من الباب تلتف مجموعة كبيرة من الناس يلهثون بالدعاء ,, لا أعلم دعاء من : الله أم الشيخ أم باب غرفة الشيخ 
كان مشهداً صادماً لى لم اتمالك معه نفسى فشعرت بانقباض شديد فى قلبى مصحوباً برعشة فى جسدى ,, وكان صديقاى يمسكون بى على الجانبين , ربما لأنهم يشعرون بما أشعر ويحتاجون الى التماسك الجماعى ... ـ

وسط هذه الحالة من الذهول رأيت رجلاً يقترب منا ومعه ( اربة ) بها ماء ومد يده الينا بأكواب من هذا الماء فأخذ صديقاى ورفضت أنا تناولها فغمزنى صاحبى وأصر على ان أشرب منها فشربت , ولما عاتبته بعدها قال لى ان هذه المياه ( مباركة ) قد وضع الشيخ عبد الخالق فيها يده , وأن عدم تناولها كان سيثير انتباه الناس الينا وسط ( المريدين ) وسيحذروننا من من مغبة هذا الرفض الذى سيقتضى حرماننا من البركة المقدسة طوال حياتنا , المهم اننى نسيت هذه الكلمات ,,, نسيتها كلها وبقى عالقاً فى ذهنى ان الشيخ وضع فيها يده , لقد اصابنى (مغص) فى حينها

كان أكبر همنا اذاً ألا نظهر كالغرباء فى المسجد وألا يصدر منا أى فعل غريب يلفت الانتباه الينا خاصة ونحن مستنكرين كل ما يحدث حولنا

ثم أقيمت الصلاة , وما أدراكم ما الصلاة
وقف رجل على يسارى ووقف صاحبى على يمينى , كان الرجل مستمتعاً جداً بتلاوة الشيخ ـ أو قل بغناء الشيخ ـ اذ كان يقرأ القرآن بطريقة غريبة جداً من حيث التلحين والوقفات والتقسيم .. الحقيقة لا أستطيع أن أصف ذلك كتابة , وكان الرجل يقوم بحركات غريبة بيديه ( من أثر الخشوع ) وكأنه مايسترو يقف على خشبة مسرح ينظم اللحن 
رغم ذلك فان الأكثر غرابة هم النساء فى المسجد ,, اذ كان يفصلنا عن حاجزهم بضعة أمتار قليلة وبمجرد أن بدأ الشيخ بالقراءة حتى دوت أصوات عنيفة وصاخبة من الصراخ والبكاء والعويل ( ايضاً من أثر الخشوع ) ـ
لما انتهت الصلاة وهممت بالخروج استرعى نظرى ذلك الطفل فى الخامسة او السادسة من عمره الذى اخترق الصفوف والحشود الملتفة حول الشيخ لتأخذ البركة , وأخذ يقبل يد الشيخ بشدة رافضاً دعوات المحيطين بالتمهل والابتعاد والاكتفاء , هذا المشهد أثار فى داخلى أسئلة حائرة .. ماذا يعرف هذا الطفل عن الشيخ ؟؟ وماذا يظن أنه سيستفيد من تقبيل يده ؟؟ من الذى علمه هذا ؟؟ بل من الذى رباه على ذلك ؟؟ 
عند باب المسجد انتظرت خروج الشيخ الى الشارع , ووجدت سيارة مرسيدس تفتح أبوابها له ورجل طويل وعريض وضخم يستقبل الشيخ .. كان هذا هو الحارس الشخصى للشيخ عبد الخالق كما علمت بعد ذلك ..   ـ


هذا ما رأيت .. اما ما سمعت فأوله , أنه فى حلقته المسجدية قال : دخلت فى فؤاد أم موسى فسألنى ربى : كيف وجدته يا عبد الخالق , قلت : وجدته فارغاً يارب !! , وثانيها أنه قال أن سيدنا محمد جاءه فى الصلاة فتأخر عن القبلة وقدمه ليصلى اماماً فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : أنت أولى بها يا عبد الخالق وقدمه مرة أخرى ,, وثالثها أنه ادعى أن سيدنا ابوبكر وسيدنا عمر زاراه فى منزله ويقرءون المصلين السلام ,, ورابعها انه ادعى أن جبريل يحدثه من وقت الى آخر وأن أحداً لا يستطيع رؤيته او سماع صوته سواه 
وسمعنا الكثير والكثير مما لا ينبغى ذكره ومما لا أستطيع وصفه كتابة , ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم

سوف يظل الشيخ عبد الخالق ذكرى خالدة فى ذهنى للأبد كحالة نادرة فى حياتى لم أر مثلها .. آسفاً أن يكون فى مصر مثل هذا الشيخ الذى يسيئ الى الصوفية التى يدعى تمثيلها والى الاسلام الذى لا يعرف هذه الخرافات ,  ويخدع آالاف المصريين من مريديه وأنصاره بقصصه الوهمية التى ما أنزل الله بها من سلطان .. وآسف لشعب جاهل يجرى خلف السراب !!!!  ـ

*****************************************
الجزء الثالث والأخير : ـ
* فى وداع أسيوط    

02‏/10‏/2009

أوراق من حياتى

فى صعيد مصر 2002/2003
الجزء الأول


قضيت عامين فى مدينة أسيوط بالصعيد .. كنت طالباً بكلية الهندسة هناك .. أسيوط مدينة تقليدية مثل كل المدن المصرية .. أنظف شارع فيها هو شارع المحافظة وحى الجامعة , وبالطبع فيها شارع الجلاء والبحر والجيش وكل الأسماء المعروفة فى كل البلدان 

أما جامعة أسيوط فهى افضل جامعة دخلتها وسط الجامعات التى جربتها فقد عشت أوقاتاً ما بين القصير والمتوسط  والطويل فى كل من هندسة طنطا والمنصورة و شبين و منوف وبالطبع أسيوط .. كما زرت كل من جامعة القاهرة والاسكندرية عدة مرات وجامعة قناة السويس والسادات مرة واحدة 

فى بداية سفرى الى مدينة أسيوط .. مكثت أكثر من 6 أشهر فى قلق واضطراب وضيق نفسى شديد بسبب البيئة الجديدة التى لم أتعود عليها .. غربة طويلة وبشر لهم طبيعة خاصة , بذلت مجهوداً كبيراً للتأقلم عليهم ,, من غرائب تلك الفترة العصيبة فى حياتى حينها أننى نزلت الى بلدتى التى تبعد 500كيلو متر ( من 7 الى 8 ساعات بالقطار ) ـ 4 مرات فى أسبوعين فقط , من شدة الملل والقلق , والأغرب أننى بعد شهر من الدراسة اتصلت بأبى لأعلن له نيتى بالتحويل الى كلية التجارة أو أى كلية أخرى فى سبيل أن أعود الى بلدى وأكون قريباً من أهلى .. والحمد لله أن الله لم يقدر ذلك .. لأن العامين الذين قضيتهما فى الصعيد كونا جزءاً كبيراً من شخصيتى وتعلمت الحياة على أصولها هناك  .. مرحلة شكلت جانب كبير من عاطفتى وسلوكى وفهمى .. والأهم من ذلك أننى تعلمت قيمة الدعوة التى أضحى من اجلها , وهو مالم أره فى أى مكان آخر .. كنا نستلهم هناك ـ بلا مبالغة ـ مواقف الدعوة الاولى فى صدر الاسلام فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم , وقد كانت جامعة أسيوط مناخ مهيئ لذلك نتيجة النوعية التى ندعوها والظروف الامنية الصعبة التى كنا نعيشها ... ـ 

بعد العام الأول .. كان معدل النزول الى بلدتى كل شهر تقريباً وأحياناً 40 يوماً أيام الامتحانات .. كنت قد تأقلمت على الوضع آنذاك.


جامعة أسيوط .. جامعة عريقة بكل ما تحمل الكلمة من معان .. من حيث النظافة .. الاتساع .. العلم .. التدريس .. النظام .. الادارة .. لا يلوثها سوى الامن وبعض طلاب الصعيد الأدنى الذين مازالوا يعيشون فى أوهام مسلسل الضوء الشارد ويحلمون بالتار ليل نهار ويخافون من الجماعات الاسلامية المسلحة التى اندثرت منذ أكثر من عقدين .. ولنا مع هؤلاء الطلاب وقفة فى حينها

من حيث النظافة والاتساع والنظام فأذكر أن أقسام كلية الهندسة مستقلة , كل له مبنى منفرد بمدرجاته وقاعاته و بمعامله المطلوبة وبمسجده .. هذه المبانى تشكل مربعاً بينها ساحة خاصة ( حرم الكلية ) ـ تنحدر بسلم درجتين عن الساحة العامة للجامعة .. ذلك التنسيق الجميل كان يشعرنى بأهمية القسم وهيئته وبالانتماء اليه وسرعة التواصل مع اعضاء هيئة التدريس كما ساعدنى فى ممارسة النشاط  الاجتماعى مع الطلاب بسهولة


من حيث العلم والتدريس .. فقد كنت فى قسم التعدين والفلزات والبترول .. كنت أشعر بضيق شديد فى بداية التنسيق ودخولى هذا القسم .. وفعلت المستحيل للتحويل منه .. بداية من تقارير طبية مفبركة الى وسائط ( دولية ) مثل الدكتور محمود حسين ( الاستاذ بكلية الهندسة هناك , وعضو مكتب الارشاد المعتقل حالياً )  ـ
المهم لم تنجح محاولاتى اللاشرعية للتحويل من القسم المجهول بالنسبة لى .. وقد علمت حكمة الله فيما بعد , اذ عملت بنصيحة احد الاساتذة بالقسم وكان والد أحد أصدقائى حين قال لى : اذا لم تنل ما تحب , فحب ما نلت .. وعليه فقد أحببت القسم وتفوقت فيه وحصلت على تقدير جيد جداً وعضوية جمعية المناجم الدولية وترتيب متقدم فى الدفعة طبعاً
وأشهد فى هذا الصدد بالكفاءة العلمية لأساتذة القسم , وأذكر منهم على وجه التحديد الدكتور محمد عماد سليمان أستاذ التصميم الهندسى , ومازلت أحتفظ بورق مادته وامتحاناته حتى الآن  .. كان شخصية رائعة على كل المستويات


فى المدينة الجامعية .. بداية التأقلم على نوع جديد من البشر ,, أخذت فترة ليست بالقصيرة كى أفهم بعض الألفاظ واتعود على بعض العادات .. من المواقف التى قابلتنى فى البداية ,, أن أحد الطلاب الزملاء دعانى للغداء معه وأخذ رأيى فى الطعام البسيط الذى سيعدّه لنا ... " طبعاً بتاكل الكحروت " سألنى الطالب ... " لا والله الدكتور مانعنى من النوع ده بيعملى حساسية ",, أنا أجيب ,, " طيب والزلوط أخباره ايه معاك " , الطالب يسأل مرة أخرى ,, " لا لا الله يخليك الا الزلوط , ده الواحد عنده انتفاخ من غير حاجة " ,, انا أجيب بأى شيئ مرة ثانية .. " شكلك مش هاتاكل غير الفايش بالشاى ,, هنا لم يكن بد من الموافقة .. " فايش فايش " , " ربنا يستر ويطلع حاجة كويسة " .. أقول فى سرى 
كان ذلك نموذجاً .. علمت بعد ذلك أن الكحروت هو البيض , والزلوط هو الخبز الشمسى ( المنتفخ ) والفايش هو القراقيش
وأمثلة ذلك كثير .. والحمد لله على نعمة الفهم 

الدعوة والامن
   أحسست أننى فى بلد أجنبى يحتاج الى تذكير الناس هناك بأن الاسلام دين سلمى وسطى لا يدعو الى العنف , حيث كان هناك كثير من الطلاب متأثرين بالدعاية الأمنية التى تروج بالرعب من الجماعات الاسلامية المسلحة والتى استمرت حتى منتصف الثمانينات .. كان علينا اذاً أن نفهم الطلاب بأننا لسنا منهم .. نحن ندعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. وكان شيئاً صعباً علينا فى بداية الأمر , فوجدنا الطلاب يخافون منا ويخافون أن يصلوا فى مساجد الكلية حتى لا يلمحهم الامن ويعتبرهم ارهابيين يخبئون السلاح فى بطونهم .. لذلك كانت المعانى المستهدفة معهم معانى بدائية تناسب هذا المجتمع الملوث حول الاسلام وأساسياته وأخلقياته وركن أساسى طبعاً .. هو الايجابية .. وقد كان الامن يعيش هذا الدور جداً فيخشى ظهور أى تيار اسلامى جديد لعله يكون عنيفاً وبالتالى فهو كان مطمئن للتيار الاسلامى الوسطى بغض النظر عن قمعه له لحسابات سياسية أخرى متوافقة مع ظروف مصر ككل 

مشاهد لا تنسى فى اسيوط
المشهد الأول : القاء القبض على متلبساً بتوزيع منشور لا يحمل توقيعاً فى ساحة الكلية.. وهذا أسوأ شيئ يزعج الامن هناك .. اذ يكون مرتاحاً جداً عندما تكتب فى آخر البيان : التيار الاسلامى  (كان ذلك قبل اعلان الهوية بعام) , من باب الثقة فى المنهج السلمى لنا.. كان منشوراً عن تامر حسنى .. نعم , كانت ادارة الجامعة قد رتبت حفلاً له مع مغنية تدعى شيرين فى كلية التجارة , وكان حينها الوضع ملتهب فى العراق وفلسطين , ومن ثم كان البيان ينبه الطلاب الى عدم الغفلة ويدعوهم الى رفض هذا المجون فى الوقت العصيب التى يمر بالامة

المهم .. قبض على وانا ممسك بورقة واحدة فى يدى وبقية الاوراق تحت ملابسى ممسكاً عليها بالحزام ـ لو مؤاخذة ـ
كان من ضمن التنبيهات الاحتياطية علينا أنه اذا تم القبض على أحد فى الساحة أن يصرخ فيهم ليجمع أكبر قدر من الطلاب حوله فينسحب المخبرين خوفاً من التجمهر والقلق والتجمعات الكثيفة للطلاب , وقد فعلت ذلك .. لكن يبدوا أن الكمين كان معداً جيداً .. فكلما علا صوتى رأيت تجمعاً حولى يزداد ويزداد .. لكنه كان تجمع مخبرين للأسف وبالتالى تم سحبى الى غرفة قائد الحرس وامضيت فى هذه الرحلة 4 ساعات تقريباً تخللها تحقيق غير قانونى لمدة نصف ساعة تقريباً وتم تركى بعد كتابة بياناتى وبعض التهديدات من نوعية التهديدات التى كانت تقال لنا ونحن أطفال : هاحبسك فى غرفة الفئران المظلمة لوحدك
الطريف فى الامر أننى طوال وقت التحقيق كنت واضعاً يدى أسفل بطنى واقفاً خوفاً من سقوط بقية الاوراق وينكشف أمرى حيث كنت منكراً طوال الوقت توزيع المنشور بدليل أننى ليس معى سوى ورقة واحدة مثلى مثل بقية الطلاب


المشهد الثانى فى المدينة الجامعية .. كان يسكن فى غرفتى طالب بكلية الآداب من سوهاج .. شديد الطيبة والعصبية فى نفس الوقت .. كان من عائلة علام الشهيرة بموضوع مذبحة علام والتار عندهم .. خضت معه نقاشات طويلة حول مشروعية هذه المذابح التى تحدث عندهم ومن له الحق بتنفيذ حد القتل , الأهالى أم الحكومة ,, لكن لا حياة لمن تنادى .. كلما وصلت معه لنقطة ايجابية فى الحوار أفاجأ به يقول : (اللى جتل لازم ينجتل ) ـ فيعود الحوار الى المربع الأول وهكذا

من المواقف الطريفة مع هذا الطالب أنه غضب منى يوماً بسبب كثرة مزاحى معه وأعلن مقاطعته لى فذهبت اليه وقلت له : حقك عليا وآدى الجزمة اهى أبوسها , وقبلت رأسه !!  فقبل اعتذارى ونزلت لصلاة المغرب .. ولكنى بعد عودتى وجدته ينتظرنى على باب الغرفة صائحاً : جزمة ايه .. أنا جزمة .. يعنى انت جصدك انى انا جزمة .. دا انا هاعمّر الفردة واديك عيار دلوقيت ( الفردة : أى البندقية عندهم ) ـ  فرديت عليه مازحاً على الفور : جزمة ايه يابنى انت لسه فاكر دا أنا نسيت والله.. الفردة اللى فى دماغك دى اللى مرجعة البلد لورا ( الفردة هنا بمعنى الجزمة عندنا ) ـ  والحمد لله انه لم يفهم معنى الفردة عندنا والا كنت فى عداد الموتى الآن

المشهد الثالث : فى العام الثانى لى فى أسيوط سكنت فى شقة قريبة من الجامعة مع سبعة آخرون فى أعمار مختلفة .. وذكريات هذه الشقة كثيرة جداً لا أحبذ ذكرها على الملأ الآن .. لكن الشيئ الملفت الذى لا أنساه هو أن هذه الشقة شهدت بداية عملى فى مهنة الطب !! فقد كنت متعوداً على ألا أذهب فى أى سفر بدون حقيبة الأدوية الخاصة بى من باب الاحتياط , كانت تتكون من بعض المسكنات ومضاد حيوى ودواء للمغص ولزق للجروح وقطن ومرهم للاتهابات والحروق وآخر للكدمات , هذه عادة تعلمتها من أبى منذ صغرى ,, المهم أن الساكنون معى لفت انتباههم هذه الحقيبة ورأونى عدة مرات أعطى منها لمن يحتاج , فأصبحوا يعتمدوا على اعتماداً كبيراً فى هذا الصدد , حتى أن بعضهم اذا اشتكى من شيئ سألنى عن دواء له فاذا لم يكن معى دواء لهذه الشكوى كسل عن الذهاب للطبيب .. حيث مبدأ " أبو بلاش كتر منه " .. وفى خلال عدة شهور قليلة كانت سمعتى تغطى المنطقة السكنية الطلابية كلها , ولأول مرة أطلقوا على بتهكم لقب " الدكتور " , ولأول مرة عرفت معنى الـ جى بى .. أى ممارس عام ,, والأمر بدأ شخصياً من باب الاحتياط ثم وجدتنى من دافع الايجابية أساعد الآخرين  ثم مالبث أن تطور الأمر فأصبحت مغرماً بقراءة النشرات الداخلية لأى دواء يقابلنى , حتى أكون على قدر من الفهم للتأثيرات الدوائية والآثار الجانبية .. بعد عام آخر كان عندى قدر من المعلومات الأولية عن بعض الادوية البسيطة والفرق بينها مثال : المسكنات والفرق بين الديكلوفينات الصوديوم البوتاسيوم والباراسيتامول والبروفينات , ومثال المضادات الحيوية المختلفة , وأدوية الجداول طبعاً !!ـ

كما أننى كنت أسأل عن أى معلومة تبدوا غامضة عنى .. مثلاً آخر سؤال كان يشغلنى هو الفرق بين المركب الاستيرويدى واللاستيرويدى .. وهكذا .. ساعدنى فى ذلك أن أخى الأكبر صيدلى وزوج أختى صيدلى أيضاً بالاضافة الى كمية الأطباء والصيادلة الذين أعرفهم والذى لا أستطيع حصرهم بالفعل , كما أن مرض والدتى رحمها الله ووالدى حفظه الله , كانا يجبرانى على التعامل مع مئات الأصناف من الأدوية والأطباء  

من الأشياء الطريفة أننى كنت أمتنع عن الادلاء برأيى فى بعض التخصصات ذات الحساسية مثل العيون والجراحة , وطبعاً لم يسألنى أحد قبل ذلك عن شيئ يخص النساء والتوليد !!!  كما أننى أمتنع عن اعطاء حقن للأطفال ولا أحبذ اعطاء حقن الوريد ,, يكفى العضل فقط !! ـ


<<<<<<<<

فى الجزء الثانى ان شاء الله : ـ
أسيوط البلدة المحتلة على فوهة بركان  * 

قصتى مع الشيخ الذى يدعى أنه يوحى اليه *

  

20‏/09‏/2009

خواطر و شجون (1)ـ


ولماذا لا أكتب ؟! لعلى أجد في الكتابة سلوى او أنظر اليها بعد زمن كصفحة من صفحات الحياة لتعيد تقييم الحقائق , فليس أصدق من حديث كتب فى زمانه ومكانه وظروفه
وعلى غير عادتى فى حب تنظيم المقالات وترتيب العناصر .. اجدنى مدفوعاً للكتابة بلا مراجعة ولا ترتيب ولا تأصيل , ربما لا أعرف ماذا كتبت وربما لا أعيد مراجعته ..... ـ ـ
..
فى أول أيام عيد الفطر المبارك .. فى أول عيد فطر بلا أم ,, وفى أول عيد فطر أقضيه فى ألم مرض عارض ( أسأل الله ذلك ) , تبدلت الاحوال وتغيرت العادات ,, ثنائية من الألم والحزن أقعدتنى فى منزلى مع أبى , صمت يغطى الأفق كله , لا يقطعه سوى سؤال المحبين وأنين ألمى الذى أكتمه قدر المستطاع , لأنه لم يعد أحد يستطيع أن يحمل هماً آخر عليه , وكل انسان لديه ما لديه


سنن الله لا تتبدل .. نعم بمرور الوقت ربما يقل الحزن .. لكن يزداد , بل يشتد الحنين

شيئ مؤلم عندما توقن أن أحداً من البشر لن يعوضك , لكن الأكثر ألماً أن لا تجد أحداً يحاول ذلك
نعم تعلمت فى مدرسة العطاء ألا أنتظر شيئاً من أحد وأن أتعلم العطاء بلا أخذ .. لكن فطرة الانسان غلابة , وخلق الانسان ضعيفاً
أحياناً مع ضغوط الحياة المختلفة يشعر الانسان انه يعيش فى ظروف استثنائية .. شعور صعب اذا دام .. لكن عندما أنظر حولى أجدنى فى نعم دون غيرى , تستحق الموت شكراً لله

حقاً .. المعاناة جزء من الحياة .. ربما منعك ليعطيك , وحكمة الله دائماً فوق مراد البشر

..
وعن الألم .. حديث آخر
شعاره : أتألم وحدى وأتوسل فى صمت
.. كلما اشتد الألم قلت : الحمد لله الذى أحب سماع صوتى
له مذاق آخر يعرفه من جربه .. حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه
وله بعد آخر .. لخصه ابن عطاء السكندرى : لا يكن تأخر أمد العطاء موجباً ليأسك فهو ضمن لك الاجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك , وفى الوقت الذى يريد لا فى الوقت الذى تريد
الثنائية اليوم تهتف : من يوقف ألماً قد فاض .. من يقتل شوقاً لم يقنع


وعن الصحبة حديث ثالث .. له مقام آخر ,, سوى هذه البداية .. وكل ميسر لما خلق له
...
شوقى يسبق خطوتى
الى قلوب أحبتى

يلمح طيفهم
ويترك بصمتى
يحمل همهم

ويكتب حجتى
بسمتهم ..ـ
تنور طلعتى
سعادتهم ..ـ

تبارك خطوتى
. . . . . . .

هذه قصتى .. !! ـ
والحمد لله رب العالمين

16‏/08‏/2009

رأيتها تصلى مع الملائكة

ماتت التى كنا نكرم من أجلها

*************************************


14‏/07‏/2009

شكراً للدكتور البلتاجى


الحقيقة لا أستطيع اخفاء امتعاضى ( مرحلة أخف من الضيق ) من مقال أحد الأخوة الأفاضل " وقفة سريعة مع مقال الجماعة المسجونة " و الذى رد فيه على مقال ابراهيم عيسى " الجماعة المسجونة " .. اذ أحسست أنه رد بخاطرة على مقال سياسى من الدرجة الأولى , لو صدر من احد غير عيسى لقلنا أن هذا المقال أتى من خارج مصر ساخناً الى جريدة الدستور المحترمة
.
لكننى سعدت جداً بمقال الدكتور محمد البلتاجى
" حوار مع إبراهيم عيسى ومقال (الجماعة المسجونة) " ووضح الفرق طبعاً بين رد سياسى بالدلائل الحية والأرقام وبين رد عاطفى يدور فى داخلنا جميعاً ونقوله لبعضنا فى حواراتنا الداخلية

أدعوا كل المهتمين بقراءة مقال الدكتور البلتاجى


وشكراً جزيلاً دكتور بلتاجى

16‏/06‏/2009

علمتنى الحياة

علمتنى الحياة أن أتلقى ******** كل ألوانها رضاً وقبولاً
ورأيت الرضا يخفف أثقالى ****** ويلقى على المآسى سدولا
والذى ألهم الرضا لا تراه ******** أبد الدهر حاسداً أو عذولا
أنا راض بكل ما كتب الله ******** ومزج اليه حمداً جزيلا
أنا راض بكل صنف من الناس ****** لئيماً ألفيته أو نبيلا
لست أخشى من الئيم أذاه ******** لا ولن اسأل النبيل فتيلا
فسح الله فى فؤادى فلا أرضى****** من الحب والدودا بديلا
فى فؤادى لكل ضيف مكان ******* فكن الضيف مؤنساً أو ثقيلا
ضل من يحسب الرضا عن هوان *** أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد ****** بها من العباد الا قليلا
والرضا آية البراءة والايمان ******* بالله ناصرأ ووكيلا
.
علمتنى الحياة أن لها طعمين ***** مر وسائغاً معسولا
فتعودت حالتيها قريراً ********** وألفيت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأس ****** ان علقما وان سلسبيلا
فنحن كالروض نضرة وذبولا ***** فنحن كالنجم مطلعاً وافولا
نحن كالريح ثورة وسكونا ******* نحن كالمزن ممسكاً وهطولا
نحن كالظن صادقاً وكذوبا ******* نحن كالحظ منصفاً وخذولا
.
علمتنى الحياة أن الهوى سيل ******* فمن ذا الذى يرد السيولا
ثم قالت والخير فى الكون باق ******* بل ارى الخير فيه أصلاً أصيلا
ان تر الشر مستفيضاً فهون ********* لا يحب الله اليئوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضتين ******* ويطوى الزمان جيلاً فجيلا
وتظل الايام تعرض لرنينها ********* على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيرا ********* وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما *********** ولقد يسقط السليم عليلا
رب جوعان يشتهى فسحة العمر ****** وشبعان يستحث الرحيلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا ******* فيردى ببغيه هابيلا
.
قال صحبى نراك تشكو جروحاً ********* أين لحن الرضا رخيماً جميلا
قلت أما جروح نفسى قفد عودتها ******** بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومى ******** ليس الا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة انبتتنى ************ خلقاً شائها وقدراً ضئيلا
لست ارضى تحاسداً أو شقاقاً ********** لست أرضى تخاذلاً أو خمولا
أنا أبغى لها الكرامة والمجد ********** وسيفاً على العدا مسلولا
علمتنى الحياة أنى ان عشت ********** لنفسى أعش حقيراً ذليلا
علمتنى الحياة أنى مهما *********** أتعلم فلا أزال جهولا

للشاعر / محمد مصطفى حمام

28‏/05‏/2009

غريب ومركبى حيران

غريب ومركبى حيران
فى بحر الدمع والأحزان
.
بدور للفرح مرسا

يكون للألم منسى
غريب ومين يواسينى
وطير السعد ناسينى
.
وحيد بعتمتك يا ليل
دموعى ع الحبايب سيل

دا ليل البعد هد الحيل

على شمعك أمل سهران

.
يا قلبى الدنيا راح تصفى

وليل البرد راح يدفى

وشط الجنة يجمعنا

حبايب والقمر معنا
وهانعرف للفرح معنى

يمسح دمعة الأحزان
.
غريب ومركبى حيران

03‏/04‏/2009

شعور آخر بالألم


" توكل على الله كأن لم يكن هناك أسباب , وخذ بالأسباب كأن لم يكن هناك توكل " .. كم كنت أحب هذه الجملة جداً ولكنه كان حب معرفى أحياناً ووجدانى أحيان أخرى.. لم أكن أتصور أن يأتى على يوم أشعر انه فعلاً لا يوجد أسباب باقية .. ـ
" لم يعد أمامنا سوى الدعاء والتوكل على الله " .. هكذا قالى لى أبى والدموع فى عينيه , قبل عدة أيام

أعتذر الى نفسى أولأ ,, هذه تقريباً أول تدوينة شخصية ,, فضلت ان أكتبها هنا لا
هناك , لعلمى انه لن يراها الا القليل جداً ,,, ربما لاأحد ,,, وهذا ما شجعنى

قبل ثلاث سنوات ونصف اشتد الألم فى الأمعاء على أمى فنقلناها الى مستشفى خاص وبعد الفحوصات والآشعات والتحاليل التى استغرقت أياماً .. طلب الطبيب المعالج اجراء عملية جراجية فوراً دون تأجيل .. ما السبب , رفض الطبيب أن يفصح فى البداية وبعد الحاح قال ان هناك ورم فى القولون أبعاده 2*3 سم , وهوحجم لا يفضل الانتظار معه كثيراً .. وتمت العملية بفضل الله ....... وتم تحليل عينة الورم !!!! ـ

لم تكن مفاجئة بالنسبة للأطباء فهم كانوا يتوقعون ذلك كما قالوا لنا بعدها .. لكننا كنا فى حالة ذهول عندما علمنا أن الورم خبيث .. انه سرطان القولون بعد عدة أيام من شفاء أمى من العملية كان يتوجب عليها البدء فى أخذ جرعات العلاج المكافح للخلايا السرطانية وهو ما يسمى بالعلاج الكيماوى .. اخذنا وقتاً طويلاً فى التفكير فى كيفية اقناع أمى بالعلاج .. هل نصارحها بطبيعة المرض أم لا .. وانتهينا الى المصارحة

ولكن
عندما توجهنا الى معهد الاورام بالقاهرة لتلقى العلاج رفض المعهد البدء فيه بسبب أخطاء فى العملية أدت الى تلوث الجرح .. " عليكم بالانتظار حتى يطيب الجرح " هذه الجملة سمعناها أسبوعياً من المعهد كلما توجهنا اليه للبدء فى العلاج الذى لا يجوز أن ينتظر أكثر من شهر بعد العملية .. لكننا انتظرنا 3 أشهر حتى ينغلق الجرح تماماً بعدها بدأت أمى فى تناول الجرعات بانتظام لمدة 6 أشهر .. ثم ... تكرر الألم ,, أظهرت التحاليل الأولية أن الخلايا السرطانية ما زالت موجودة لم يتم استئصالها بالكلية رحلة جديدة من الجرعات ثم التحاليل والتقييم .. ثم الجرعات ثم التحاليل والآشعات والفحوصات .. رحلة مصحوبة بآلام بالغة ,, ثم أخيراً .. قرار باجراء عملية أخرى لانقاذ الموقف

وتمت العملية بفضل الله لتخرج أمى الى الحياة مرة أخرى .. لكن أيام قليلة من الراحة ليبدأ الألم من جديد ... وتبدأ رحلة من العلاج الكيماوى بعد مساعى حثيثة لاستصدار قرار علاج على نفقة الدولة .....ـ
بعد عام ونصف آخرين من جلسات العلاج ... ينتبه الأطباء من أنه لا أثر لذلك الدواء الكيميائى على الخلايا .. والوضع يزداد سوءاً .. ظهور بؤرة جديدة من الورم فى المعدة .. نزيد جرعات العلاج ... ظهور بؤرة جديدة فى الكبد ... نزيد جرعات العلاج .. ظهور خلايا فى الرئة اليمنى ....... هنا لا فائدة من العلاج .. هذا قرار الأطباء الأخير

الصدمة كانت قاسية .. بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العمليات والجرعات والفحوصات .. بعد تكاليف المئات من الآلاف تحملت الدولة منهم ما تحملت ... بعد وبعد وبعد .......... ماذا بعد ؟؟ـ

" ستعيش على المسكنات بقية عمرها ان كان لها بقية , أو يقضى الله أمره ".. أحد الأطباء معبراً عن رأيه الصادم ,, " استنفذنا كل أنواع العلاج المتاح معها ".. طبيب آخر مؤكداً ,, " الحقيقة أن الدولة لم تعد ترغب فى تحمل تكلفة علاج لا يأتى بنتيجة , هناك من هو أولى ".. أضاف ثالث فى صراحة

عندما تخلى كل الأطباء عن المسئولية .. وقفنا نحن فى أسرتنا حول أمى نعلن لها تحملنا لكل شيئ مقابل أن تستريح من آلامها .. ـ كان الله فى عون أبى ,, يجرى وراء أى شعاع ضوء خافت يظهر له من بعيد , يذهب لأى طبيب يسمع عن كفاءته , ويتصل بأى شخص يعلن اختراعه دواء جديد للسرطان , يتعلق بأى شيئ .. ولكن لا شيئ

ومازلنا نصارع الزمن بالأمل .. توصلنا أخيراً عبر طبيب جديد الى اتفاق أخير بتجربة علاج جديد لمدة 3 أشهر كآخر حل ... ثلاثة أشهر ثم نرى ... ثلاثة أشهر ... ثم ماذا !! .. لا أدرى ,, " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. " ... أو قبل ذلك .. أيضا لا أدرى .. "
قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " ـ

لا أدرى سوى أننى أستقبل كل يوم اشارات وعلامات من الله .. نعم أعيش أفضل حالاتى الايمانية منذ أسبوعين , فالأزمات تقربنى من الله .. ليست الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة فقد مررت بأزمات عديدة مادية وعائلية ودراسية وشخصية وكلها خرجت منها أكثر فهماً للحياة وأكثر ايماناً بالله

آخر رسالة جائتنى عبر المحمول من أخ فاضل لى فى منتصف الليل يقول : " اذا سجدت فأخبره بأسرارك , ولا تسمع من بجوارك , وناجه بدمع عينك فانه لقلبك مالك " ... هكذا أقضى حياتى الآن مع الله .. أخبره بأسرارى ولا أسمع من بجوارى ...ـ

اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك , وعاملنا بالاحسان لا بالميزان

17‏/02‏/2009

رسالة الى نفسى

فى لحظة من لحظات الصفاء ( وهى قليلة فى حياتى ) وجدتنى أمسك بقلما وأسطر رسالة الى أحد اخوانى الذين أحبهم فى الله مستعيناً بكثير من المقتطفات المأثورة التى أعشق جمعها .. حتى اذا ما انتهيت من رسالتى الناصحة لصاحبى , اضطرب قلبى فجأة وقلت لنفسى أنا أولى بهذه النصائح الآن ,, فغيرت لغة الخطاب وتخيلت نفسى رجلاً واقفاً أمامى وأعدت صياغة الرسالة بما يتناسب مع نفسى الضعيفة....ـ
...................................................................
يا هذا .. اسمع منى ولا تسأم
  • اعلم أنك أنت المحتاج والفقير الى هذه الدعوة .. وتذكر قول الاستاذ يكن لاخوانه يوماً : " ان أول ما يتوجب على العاملين للاسلام أن يدركوه بعمق أنهم هم المحتاجون الى الاسلام وأنهم حين يعملون ويجاهدون ويكابدون فلتزكية ذواتهم ولتطهير نفوسهم ولتأدية بعض حقوق الله عليهم , وليحتسبوا ذلك عند الله يوم تزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر .. فهم هم الرابحون ان أقبلوا وهم وحدهم الخاسرون ان أدبروا ,, ( وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) " ـ
  • ليكن لك جزءاً يسيراً من وقتك تقضيه فى خلوة محاسبة وتفكر , وتمثل قول الشهيد سيد قطب : " لابد لأى روح يراد أن تؤثر فى واقع الحياة البشرية فتحولها من وجهة الى أخرى .. من خلوة وعزلة بعض الوقت " ـ
  • فلتكن من أهل القرآن صفة وخلقاً , وتدبر قول سيدنا عبدالله ابن مسعود : " ينبغى لحامل القرآن أن يعرف بليله اذا الناس ينامون , وبنهاره اذا الناس يفرطون , وبحزنه اذا الناس يفرحون , وببكائه اذا الناس يضحكون , وبصمته اذا الناس يخوضون , وبخشوعه اذا الناس يختالون " ـ
  • وليكن لك نصيباً وافراً من العلم والثقافة , واعتبر من قول الشيخ الغزالى : " فى الذهن الفقير تتمدد المعلومات القليلة وتصبح كل شيئ " ـ
  • ولتكن خير جندى لخير دعوة , ولا تطلب مغنما ولا منصباً .. واسمع لتحذير الامام أبو حامد الغزالى : " اعلم أن من غلب علي قلبه حب المسئولية صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفاً بالتودد اليهم والمراءاة لأجلهم " ـ
  • ولكن اذا حملت بمسئولية فلتكن خير قائم بها .. وتأمل رسالة عمر بن الخطاب الى أبى موسى الأشعرى ناصحاً له : " عد مرضى المسلمين واشهد جنائزهم , وافتح لهم بابك , وباشر أمورهم بنفسك فانما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملاً , واعلم أن العامل اذا زاغ زاغت رعيته , وأشقى الناس من شقى الناس به " ـ
  • ولا تستهين بالفقراء أو الضعفاء .. فالرسول صلى الله عليه وسلم ينبهنا قائلاً : " انما ترزقون وتنصرون بضعفائكم " ـ
  • وكن دائم اللجوء الى الله ليعينك على ما أنت عليه ولا تكن ممن عجب منهم الامام جعفر الصادق حين قال : " عجبت لأربع كيف يغفلون عن أربع , عجبت لمن ابتلى بالخوف ثم يغفل عن ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) والله يقول " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " ,وعجبت لمن ابتلى بمكر الناس ثم يغفل عن ( وافوض أمرى الى الله ) والله يقول " فوقاه الله سيئات ما مكروا " , وعجبت لمن ابتلى بالمرض ثم يغفل عن ( رب انى مسنى الضر وانت أرحم الراحمين ) والله يقول " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر " , وعجبت لمن ابتلى بالهم والغم ثم يغفل عن ( لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ) والله يقول " فاستجبنا له ونجيناه من الغم " ـ
  • وتأكد أن أكبر نعمة من العليم أن تلقاه بقلب سليم , فلا يشغلنك عن القلب شاغل
  • وليكن لك عمل صالح قبل العمل الصالح فان سيدنا أبو الدرداء نصح أصحابه يوماً فقال " عمل صالح قبل غزوكم , فانما تقاتلون بأعمالكم " ـ
  • واعلم أن الموت واحد وان تعددت أسبابه , فليكن موتك فى سبيل الله ولا تخشى فى الله لومة لائم وتذكر قول الشاعر " جبهتى بالموت محنية , لأننى لم أحنها حية " ـ
  • ثم اعلم أن الفارق بين الكلام والتطبيق كبير كبير وتمثل قول الشهيد عبدالله عزام " مقادير الرجال تظهر فى ميادين النزال لا على منابر الأقوال " ـ
  • وأيقن أن أعمالك قليلة قليلة ولا تدرى أيها قبلها الله وتدبر قول السيدة عائشة عندما سئلت : " متى يكون المرء مسيئاً ؟ , قالت عندما يظن أنه محسن " ـ
  • فاذا كنت كذلك فتقبل أمر الله فيك واستشعر الرضا فمنع الله عطاء وعطاؤه بلاء وبلاؤه دواء , وربما منعك ليعطيك
  • وعن الصحبة أذكرك بقول يحيى بن معاذ " بئس الصديق تقول له اذكرنى فى دعائك , وأن تعيش معه بالمداراة , وأن تحتاج أن تعتذر اليه " ـ
  • فاذا وجدت صديقاً صدوقاً فاحذر جرحه واحراجه , وتأمل قول الشاعر عن الامام البنا وهو مجروح من صاحبه : " آذاه جرح أوجعه . فبكى وأبكى من معه . جرح قديم راعف . أحيا القديم ورجعه " ـ
  • ثم اياك أن تفضحه أو تعيره بمعصية مادام لم يفضح نفسه , وكما قال الشعراوى " حسبه من حياؤه الايمانى أنه استتر من معصيته , واذا بليتم فاستتروا " ـ
  • واعلم أن البوح بأخطاء سترها الله , استخفاف بستر الله

02‏/02‏/2009

عندما يتحدث اليهود عن اليهود


  • " أنا على يقين من أن العالم سيحكم على الدولة اليهودية بما ستفعله مع العرب " ـ
وايزمان ـ أول رئيس لاسرائيل
  • " حتى معادلة هرتزل الشهيرة لحل المسألة اليهودية والتى اعتبرها أساساً نقل شعب بلا وطن الى وطن بلا شعب .. كانت هذه نظرة عمياء لحقوق العرب فى فلسطين وتثير الفزع والاضطراب ,, ان فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب حتى فى أيام هرتزل , فقد كان يسكنها آلاف العرب " ـ
ناحوم جولدمان ـ رئيس المنظمة الصهيونية العالمية
  • " اليهود شعب منحط قانط يحيا فى القذارة " ـ
اسرائيل سنجر ـ كاتب صهيونى شهير
  • " اليهود طفيليات , أناس لا فائدة منهم أساساً " ـ
مستر جوردون
  • " لكل شعب فى أوقات محنته متآمرون يعملون سراً , وفى حالتنا هذه نجد شعباً بأكمله قد تربى على التآمر .. فالتآمر بالنسبة للآخرين مسألة سياسية , أما بالنسبة لنا فهو مسألة دينية قومية " ـ
حاييم كابلان ـ كاتب صهيونى
  • " لقد فضلت غالبية اليهود أن يتعلموا من هتلر .. ولقد برهن هتلر على أن مسار التاريخ لا يساير مسار العقل , ولكن مسار القوة فانه يستطيع أن يقتل دون عقاب " ـ
مارتن بوير ـ مفكر يهودى
  • " ان الصوت اليهودى يتكلم عبر فوهات البنادق وهذه هى التوراة الجديدة لأرض اسرائيل " ـ
جوداس ماجنيس ـ رئيس الجامعة العبرية بالقدس



12‏/01‏/2009


حافظة النقود أنستني طريق الصمود !! ـ


بقلم الشيخ خالد حمدي* ـ


رأيت فيما يرى النائم أن هاتفًا صاح فينا بصوتٍ هزَّ البلاد وزلزل العباد ، يا خيل الله اركبي .. يا خيل الله اركبي .. حي على الجهاد

فانطلق آلاف الشباب إلى حيث يأتيهم الصوت، كلهم يقول لبيك .. لبيك، كلنا فدى الإسلام والأوطان والخلان في كل البلاد

فقال لنا المنادي : جزاكم الله خيرًا عن الدين والوطن والعِرض، لكن جيشنا له شروط !! فصِحتُ من بين الناس قائلاً : اشترط ما شئت فقد بعنا أنفسنا لله ، وكل شرط يحقق هذه الصفقة نحققه ، فهات ما عندك

فقال لنا : خمسة مطالب، من فعلها انطلق معي للجهاد وإلا رجع !!

فصاح الجميع : هات ما عندك واطلب ما تشاء


فقال المنادي : لا يصحبنا إلا من حفظ سورتي الأنفال ومحمد لأنهما أناشيد المجاهدين .. فنظر بعضنا إلى بعض، ثم قلنا له أكمل... أكمل وأسمعنا ما عندك أولاً

فقال : لا يتبعنا في معاركنا إلا من صلى الفجر اليوم في الصف الأول ، وأدرك تكبيرة الإحرام ، فطأطأت رأسي ؛ لأنني اليوم بالذات أدركت الإمام في التشهد الأخير وقبل التسليم

ثم صاح المنادي قائلاً : لن ينال شرف الجهاد معنا إلا من يحفظ عشرة أحاديث في فضل الجهاد ، بسندها ومتنها ؛ ليستشعر شرف الجهاد الذي خرج يبيع نفسه لله من خلاله


فأخذت أسترجع ما أحفظ، فما وجدتني أحفظ إلا حديثًا أو حديثين، إن تذكرت أحدهما كاملاً لا أظنني أتذكر الآخر.

فقال المنادي : بقي شرطان ، لا يصحبنا إلا من كتب وصيته وتركها لأهله ، لأنه لا وقت عندنا الآن لكتابة الوصايا ، فتذكرت أن عليَّ لفلان أموالاً هنا ولفلان أموالاً هناك، وأحتاج لأيامٍ لأتذكر الديون الأخرى، ناهيك عن أقساط ومستحقات و.. و .. فصرخ المنادي : قاطعا عليَّ تفكيري وشتاتي في الدنيا التي أهلكتني ومزقتني ، وقال : الشرط الأخير .. ألا يصحبنا إلا من كان مثل المجاهد في حياته ، فكما سهر المجاهدون على ثغورهم يحرسون ، بات هو مع من كانوا في بيوتهم يصلون , وسهر يقلب أوراق المصحف كما سهر المجاهدون يقبضون على بنادقهم


وما إن تلا الرجل شرطه الخامس حتى انسللت من بين الناس قبل أن يتمَّ كلامه حتى لا يفتضح أمري

وبعد أن ابتعدت خطوات عن الرجل تلفتُّ ورائي فإذا الآلاف على أثري ، كلهم رجعوا إلا عددًا قليلاً وقف مع المنادي، فأشفقت عليه أن يعود ببضع رجال وقد كان معه الآلاف فوقفت وقلت له : يا أخي هل لك أن تتنازل عن شرطين أو ثلاثة ؛ حتى لا ترجع خائبًا بلا عدد يفرحك أو جيش يؤازرك؟ ـ

فابتسم الرجل وقال : لا يا أخي ، فمعاركنا اليوم ليست بحاجة إلى أجساد بقدر ما هي بحاجة إلى عبَّاد ، وهي معركة قلوب وطهارات ، وليست معركة مدافع وآلات


ثم قال لي: ولم لا تغير أنت من حالك لتلحق بنا ؟ ـ

قلت وهل تنتظرونني حتى أتغيَّر ؟ ـ

فقال: القوافل كل يوم تمر، والمعارك مع الباطل لن تنتهي حتى تقوم الساعة ، فإن فاتك ركب اليوم، فأدرك ركب الغد، لكن حذار أن يفوتك كل الركبان، ولات حين مندم

ثم انصرف وهو يقول لمن معه : هيا يا إخوتاه فلمثلكم تتنزل الملائكة ، وعن مثلكم يدافع الله عز وجل ، وعلى أيدي أمثالكم يأتي النصر


أما أنا فنظرت حولي فرثيت لحالي وبكيت، فقال لي أحدهم : لا تراع ، غدًا نلحق بهم ! فصرخت في وجهه قائلاً : منذ عشرات السنين ولم يأت الغد الذي تتحدث عنه ، حتى أوشكت قوافل خيل الله أن تنتهي ولم نحجز لأنفسنا فيها مكانًا بعد


ثم أخرجت حافظة نقودي لأخرج منها ورقةً أكتب عليها وصيتي ، ففاجأتني صور أبنائي، وخلفها بعض الأوراق المالية، فنسيت الوصية ونسيت الجهاد ومضيت لحالي، ثم استيقظت !! ـ

----------------------------------------------------------------------

* من علماء الأزهر الشريف




03‏/01‏/2009

دليل نصرة غزة


تستطيع مناصرة إخوانك في غزة فى معركتهم ضد الصهاينة

ببعض الوسائل البسيطة والفاعلة


أولاً : نفسياً ومعنوياً :


  1. رفع الروح المعنوية لإخواننا عن طريق الاتصال بهم و إرسال رسائل تأييد و شد على أيديهم , مفتاح الهواتف المحمولة لغزة :

0097259917 + أي 4 أرقام إلى اليمين , أو0097209917+ أي 4 أرقام إلى اليمين


  1. إضعاف الروح المعنوية للصهاينة عن طريق إرسال رسائل تعلن تضامننا مع أهل غزة و وحدة الأمة في مواجهتهم , مفتاح الهواتف المحمولة للصهاينة :ـ

00972350 /00972352/00972354/00972357/00972359 + أي سبعة أرقام إلى اليمين

و يمكن إرسالها باللغة الإنجليزية أو اللغة العبرية لمن يستطيع ترجمة الرسائل على الإنترنت


ثانياً : إعلاميا


  1. متابعة القنوات الفضائية الهادفة ( الأقصى – الجزيرة – الرسالة-القدس-الحوار ........... )

* بعض الترددات :

- قناة الأقصى الفضائية – تردد 10911 رأسي / قمر النايل سات – 12045 رأسي / عربسات بدر4.

- قناة القدس الفلسطينية – تردد 10873رأسي / قمر النايل سات – 11900 / عربسات بدر3 رأسي.

- قناة الرسالة الفضائية – تردد 11823 أفقي / قمر النايل سات.

- قناة الحوار الفضائية تردد 11823 رأسي / قمر النايل سات.

- قناة الجزيرة الفضائية .))))

  1. متابعة الموقف عبر مواقع الانترنت الآتية :

- موقع المركز الفلسطيني للإعلام : www.palestine-info.info/ar

- موقع اللجنة الشعبية لفك الحصار www.freegaza.ps

- شبكة فلسطين للحوار www.paldf.net/forum

- موقع الإخوان المسلمين www.ikhwanonline.com

- موقع كتائب الشهيد عز الدين القسام www.alqassam.cc/arabic

- موقع عيون الطلبة : www.talabaeyes.com/forums

  1. محاولة التواصل مع القنوات المضللة التي تسيء للقضية و تشوه الحقائق لتصحيح مسارات الحوارات بها .
  2. نشر القضية بكل السبل المتاحة و التفاعل معها يوميا , و توعية الناس بحقائق الأمور

* هذه بعض الأرقام لمراسلة الفضائيات عن طريق sms :

- قناة الجزيرة مباشر 92207

- قناة الأقصى 93202

- قناة الرسالة 92231

- قناة الرحمة 9332

- قناة الناس 9469

- قناة الفجر 9331

- قناة الحافظ 9371

- قناة البدر 85336

- قناة ميلودى عربية 4080 (شبكة اتصالات فقط ) .

- قناة الرأي 9313

- قناة مودرن

91402


ثالثاً :اقتصادياً وماديأ


  1. الجهاد و دعم المجاهدين بالمال و الأدوية و المعدات الطبية و سائر احتياجاتهم .
  2. مقاطعة بضائع العدو الصهيوني و الأمريكي و من يتعاون معهم , و التركيز على المطالبة بوقف إمداد العدو الصهيوني بالغاز المصري , و البترول الخليجي , و الوقوف ضد المصانع المشتركة في اتفاقية ( الكويز ) الصهيونية .
  3. شارك بالأدوية أو أي تبرعات العينية والمادية : عن طريق لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء

** للتواصل مع لجنة الإغاثة الإنسانية لنقابة الأطباء .

- الدقهلية : 0502526808

- دمياط:057353320

- الغربية :0403311184

- الخط الساخن للجنة الاغاثة : 0104002121

** والجهادبالمال عبر أرقام حساب لجنة الاغاثة لاتحاد الاطباء العرب :

- بنك فيصل الاسلامى : 261363 .

- بنك قناة السويس : 1/3/20737 .

- البنك الوطني المصري : 500555 .


رابعاً : ميدانياً لدعم المقاومة


1. المشاركة في الفعاليات الداعمة للقضية ( وقفات احتجاجية – مؤتمرات – ندوات – مسيرات – اعتصامات ..... )

2. اذا كنت طبيباً شارك فى هذه التخصصات الطبية المطلوبة لمساعدة مستشفيات غزة :

(( - الجراحة . – جراحة العظام . – الطوارئ . – العناية المركزة . – التخدير . ))

******************************************************


و كل هذا هو أقل جهد يبذل, و على كل مسلم أن يبذل ما يستطيعه و يوظف طاقاته و مواهبه في خدمة القضية بالطريقة التي يراها مناسبة وأن ينشر هذه الوسائل لكل من يعرف, و من لا يبذل أقصى وسعه فهو محاسب أمام الله عز و جل .

الحكم المباركية .. تجربة حياة

  • فاقد الشيئ لايعطيه .. لكن مفتقد الشيئ أحياناً يعطيه
  • دع أى انسان يحدثك عن نفسه , وسوف تحبه
  • الشيء الوحيد الذى لا يمكن لأحد احتكار الحديث عنه .. هو الانسان
  • بين ( يطرد ) و (يطارد) .. حرف يعبر عن الحركة
  • الألم .. أكبر محرك للإبداع
  • ما أجمل الحياة فى ترقب حكمة الله
  • التهاون مع عيب النفس فى أوله يورث الندامة بعد توغله
  • جرحك .. لن يؤلم أحداً غيرك
  • وكل انسان له جاهلية أولى ترادوده حينا بعد حين
  • قلب المربى بضاعته , ان ضعف بارت سلعته
  • ونصبر على مرّ الدواء أملاً فى حلاوة الشفاء , فما أصعب مخالفة هوى القلب
  • عدم ثقة الآخرين فيك قد تزيد من ثقتك بنفسك أحياناً
  • ما أصعب أن تقاوم الحب
  • تأقلم على لحظات الوداع فستتكرر فى حياتك كثيراً
  • * توظيف الأحداث نصف التربية
  • لا تفرض نفسك فى منظومة الآخرين .. فان القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء
  • ونحتاج للصدمة أحياناً
  • لا تجعل قلبك فى يد واحد فقط مهما كان
  • * أحب أن أكون فى بؤرة الاهتمام , ليس لأنى انسان .. لكن لأنى أسير بدعاء الاخوان
  • باب مرض النفس : أن تشعر أنك على علم وأن غيرك على جهل
  • كأنك تساق الى القدر سوقاً , لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراًَ
  • * تتعدد أشكالها , لكن .. لكل انسان حياة أخرى
  • * أكثر الناس هموما , من يعمل على تخفيف هموم الأخرين
  • * السؤال المحرج الذى نهرب منه جميعاً : ما هو الشيئ الحقيقى الذى قدمته للآخرين ؟
  • * الطبيعى ألا تجد من يستطيع أن يعوضك شيئاً فقدته , الغير طبيعى ألا تجد أحداً يحاول ذلك
  • لا تستدين الا والسيف على رقبتك
  • * اذا لم تستطع قول الحقيقة , فلا تقل نصف الحقيقة
  • * والشك فى عطاء الله ذنب يستوجب التوبة له
  • * للأخوة حقان : حق لأخيك بينك وبين الله , وحق لأخيك بينك وبينه
  • المعاناة جزء من الحياة
  • * لا يصلح فى هذا الزمان الا رجل قوى النفس , دقيق المشاعر , وذو رأى
  • شيئ صعب على النفس .. أن تشعر دائماً أنك تعيش فى ظروف استثنائية
  • لما تكشفت لى حكمته .. ترفعت عن سفاسف القوم
  • سلم بقدرك ثم سلم بخطئك
  • قليل من الناس من يعترف بخطئه من الوهلة الأولى
  • المثالية ليست خيالا
  • يخسر كثيراً من يحتفظ بمشاعره تجاه الآخرين لنفسه
  • المسكنات تزيد الألم أحياناً
  • قسوة المحب رحمة وعتابه مودة
  • لا تجعل الثقة أضعف خيط فى العلاقة بحيث تسعى لاختباره فى كل حين
  • أعجب لأناس يلتمسون العذر لأصحاب الأعذار ولا يلتمسون العذر لقاهرى الأعذار
  • ليس كل من حولك يجيد التعاطف .. فلا تنتظر شيئاً من أحد
  • الخطأ مؤلم بطبيعته .. ولكن حين وقوعه فقط
  • من يبحث عن السعادة بعيداً عنه يعيش حزيناً طوال عمره
  • الرأى الخطأ .. صحيح فى ظرف آخر
  • لا تجعل خوفك من الموت ينسيك طلب الشهادة
  • من فقه واقعه أدرك أولويات عمله
  • لا يغرنك كثرة المحيطين بك فان منهم المضطر والمخدوع وذا الحاجة
  • المخلص يظن الناس كلهم مخلصين , والمرائى يظن الناس كلهم مرائين
  • الذوقيات تصلح الأخلاقيات , واذا صلحت الأخلاقيات صحت العبادات
  • قد تعوض العاطفة نقص الفهم أحياناً , ولكن الفهم لا يعوض نقص العاطفة أبدأ
  • المتردد : يتأخر دائماً حتى يصنع القرار نفسه
  • ليس كل من يستطيع أن يقرأ يستطيع أن يكتب
  • أفخر بتجاربى فى الحياة .. رغم انها مليئة بالأخطاء القاتلة
  • لا تجعل ذنوب أخيك التى تطفوا على وجهه تصرفك عنه , فان ظلمة وجهه لتحتاج الى شعاع من نور وجهك لكى يسترد وضاءته
  • للألم أحياناً مذاق آخر , حمدت الله كثيراً عندما أيقظنى الألم فى جوف الليل لأقوم بين يدى الله .. فقط أيقظنى ثم ذهب
  • الشيء الوحيد الذى لا يمكن لأحد احتكار الحديث عنه .. هو الانسان