25‏/08‏/2008

سأكتب وان كان قلبى ضعيفاً

بقلم ابن المبارك ـ سبتمبر 2008

سأكتب وان كان قلبى ضعيفاً .. سأنشر وان كان دربى مخيفاً
هذا حصاد تجربة مررت بها بين الطموح والجنوح ـ خمس سنوات مضت من بداية أول مقال أكتبه .. أصوات تتردد حولى الآن بين مؤيد معارض , أو مشجع ومثبط ..أحدهم كلما كتبت مقالاً لايزال يعاودنى : " لا تتعجل " , " لسه بدرى " , " اقرأ جيداً أولاً " , " ليس كل ما يعرف يقال" ..... الخ , من الكلمات التى لا تحتمل تأويلاً سوى ترك الكتابة .ـ
اننى بعد عمر قصير من خوض غمار النشر والتدوين وكتابة المقالات السياسية والاجتماعية (الانسانية) ,خرجت بقناعات لست مغيرها حتى يثبت لى العكس أو أموت قبلها .. أول هذه القناعات أنه ليس كل من يقرأ يستطيع أن يكتب , وثانيها أن الشجرة أصلها بذرة والاختراع أصله فكرة ,وثالثها أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .ـ
لقد حاول أديسون مخترع المصباح ألف محاولة فاشلة قبل أن ينجح وما يأس , وكأنى بمن حوله يقولون له كما قال صاحبى , نعم بالفعل قال له مدرسه يوماً : " انت فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسه بعد الآن ".. فما بالكم بمن لم تتعد محاولاته حد الآحاد أو حتى العشرات ؟! الطريق طويل اذن لا شك ـ
كلما جالت بنفسى تلك الخاطرة تذكرت موقف الشيخ محمد الغزالى رحمه الله الذى كان قد أوشك عن التوقف عن الكتابة بعد محاولات منه كثيرة لنشر بعض مقالاته فى مجلة الاخوان المسلمين , ولكن كانت تقابل مقالاته بالتجاهل من رئيس تحرير المجلة .. حتى زار الامام البنا مقر المجلة ووجد مقالات الغزالى فى الأدراج مهملة فقرأها وأمر بنشرها تباعاً وأرسل الى الشيخ الغزالى رسال مختصرة جاء فيها :ـ
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بعد قراءة مقالك الأخير فى مجلة الاخوان طربت لعباراته الجزلة ومعانيه الرقيقة وأدبه العف الرصين , هكذا يجب أن تكتبوا أيها الاخوان المسلمون , اكتب دائماً وروح القدس تؤيدك والله معك ... والسلام عليكم ورحمة الله
أخوك حسن البنا ـ فى عام 1945 " ـ
يقول الشيخ الغزالى فى مذكراته انه قبل هذه الرسالة بأيام كان اليأس قد بدأ يدنو منه وقد فكر فى التوقف نهائيا عن الكتابة ـ ولو حدث ذلك فلا يستطيع أحد أن يتخيل أن يحرم العالم من عالم مثل الغزالى الذى وصل بكتاباته الى مالم يصل اليه غيره فى الواقعية ومعالجة المشاكل ذات الحساسية .ـ

اننا بحاجة لمن يشجع أى موهبة وان كانت قاصرة , ويتبنى التميز أيا كان مصدره ومجاله , أما اذا أردنا أن نردم على نبتة قبل نموها أو نقتل موهبة فى مهدها , فما عليك الا أن تتبع سبيل المثبطين الذين يرفعون شعار : لا تحاول ـ

ثمة أمر آخر لابد من الاشارة اليه , لقد روى عن أحد الحكماء ( والرواية للأصمعى) قوله " انى لأعظكم وأنا كثير الذنوب مسرف على نفسى غير حامد لها ,ولا حاملها على المكروه فى طاعة الله عزوجل .. قد بلوتها فلم أجد لها شكراً فى الرخاء , ولا صبراً على البلاء ؟, ولو ان المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الأمكر بالخير والنهى عن المنكر ,ولكن محادثة الاخوان حياة للقلوب وجلاء للنفوس وتذكير من النسيان" ـ

بهذه النية أكتب وبها أستمر بعون الله ـ متجاوزاً ضعفى وخوفى ـ حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ـ

والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل


هناك تعليقان (2):

ِِAdem El-Mahdy يقول...

كلمات خرجت من لقلب فدخلت القلب

جزاكم الله خيرا

جندي العقيدة يقول...

اكتب كما تشاء و لا تعني الوصية بأن تقرأ ألا تكتب , لاشك أنك فهمت محاورك خطأ فهو - كما أعرف - لا يقصد ما فهمته بتاتا .

الحكم المباركية .. تجربة حياة

  • فاقد الشيئ لايعطيه .. لكن مفتقد الشيئ أحياناً يعطيه
  • دع أى انسان يحدثك عن نفسه , وسوف تحبه
  • الشيء الوحيد الذى لا يمكن لأحد احتكار الحديث عنه .. هو الانسان
  • بين ( يطرد ) و (يطارد) .. حرف يعبر عن الحركة
  • الألم .. أكبر محرك للإبداع
  • ما أجمل الحياة فى ترقب حكمة الله
  • التهاون مع عيب النفس فى أوله يورث الندامة بعد توغله
  • جرحك .. لن يؤلم أحداً غيرك
  • وكل انسان له جاهلية أولى ترادوده حينا بعد حين
  • قلب المربى بضاعته , ان ضعف بارت سلعته
  • ونصبر على مرّ الدواء أملاً فى حلاوة الشفاء , فما أصعب مخالفة هوى القلب
  • عدم ثقة الآخرين فيك قد تزيد من ثقتك بنفسك أحياناً
  • ما أصعب أن تقاوم الحب
  • تأقلم على لحظات الوداع فستتكرر فى حياتك كثيراً
  • * توظيف الأحداث نصف التربية
  • لا تفرض نفسك فى منظومة الآخرين .. فان القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء
  • ونحتاج للصدمة أحياناً
  • لا تجعل قلبك فى يد واحد فقط مهما كان
  • * أحب أن أكون فى بؤرة الاهتمام , ليس لأنى انسان .. لكن لأنى أسير بدعاء الاخوان
  • باب مرض النفس : أن تشعر أنك على علم وأن غيرك على جهل
  • كأنك تساق الى القدر سوقاً , لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراًَ
  • * تتعدد أشكالها , لكن .. لكل انسان حياة أخرى
  • * أكثر الناس هموما , من يعمل على تخفيف هموم الأخرين
  • * السؤال المحرج الذى نهرب منه جميعاً : ما هو الشيئ الحقيقى الذى قدمته للآخرين ؟
  • * الطبيعى ألا تجد من يستطيع أن يعوضك شيئاً فقدته , الغير طبيعى ألا تجد أحداً يحاول ذلك
  • لا تستدين الا والسيف على رقبتك
  • * اذا لم تستطع قول الحقيقة , فلا تقل نصف الحقيقة
  • * والشك فى عطاء الله ذنب يستوجب التوبة له
  • * للأخوة حقان : حق لأخيك بينك وبين الله , وحق لأخيك بينك وبينه
  • المعاناة جزء من الحياة
  • * لا يصلح فى هذا الزمان الا رجل قوى النفس , دقيق المشاعر , وذو رأى
  • شيئ صعب على النفس .. أن تشعر دائماً أنك تعيش فى ظروف استثنائية
  • لما تكشفت لى حكمته .. ترفعت عن سفاسف القوم
  • سلم بقدرك ثم سلم بخطئك
  • قليل من الناس من يعترف بخطئه من الوهلة الأولى
  • المثالية ليست خيالا
  • يخسر كثيراً من يحتفظ بمشاعره تجاه الآخرين لنفسه
  • المسكنات تزيد الألم أحياناً
  • قسوة المحب رحمة وعتابه مودة
  • لا تجعل الثقة أضعف خيط فى العلاقة بحيث تسعى لاختباره فى كل حين
  • أعجب لأناس يلتمسون العذر لأصحاب الأعذار ولا يلتمسون العذر لقاهرى الأعذار
  • ليس كل من حولك يجيد التعاطف .. فلا تنتظر شيئاً من أحد
  • الخطأ مؤلم بطبيعته .. ولكن حين وقوعه فقط
  • من يبحث عن السعادة بعيداً عنه يعيش حزيناً طوال عمره
  • الرأى الخطأ .. صحيح فى ظرف آخر
  • لا تجعل خوفك من الموت ينسيك طلب الشهادة
  • من فقه واقعه أدرك أولويات عمله
  • لا يغرنك كثرة المحيطين بك فان منهم المضطر والمخدوع وذا الحاجة
  • المخلص يظن الناس كلهم مخلصين , والمرائى يظن الناس كلهم مرائين
  • الذوقيات تصلح الأخلاقيات , واذا صلحت الأخلاقيات صحت العبادات
  • قد تعوض العاطفة نقص الفهم أحياناً , ولكن الفهم لا يعوض نقص العاطفة أبدأ
  • المتردد : يتأخر دائماً حتى يصنع القرار نفسه
  • ليس كل من يستطيع أن يقرأ يستطيع أن يكتب
  • أفخر بتجاربى فى الحياة .. رغم انها مليئة بالأخطاء القاتلة
  • لا تجعل ذنوب أخيك التى تطفوا على وجهه تصرفك عنه , فان ظلمة وجهه لتحتاج الى شعاع من نور وجهك لكى يسترد وضاءته
  • للألم أحياناً مذاق آخر , حمدت الله كثيراً عندما أيقظنى الألم فى جوف الليل لأقوم بين يدى الله .. فقط أيقظنى ثم ذهب
  • الشيء الوحيد الذى لا يمكن لأحد احتكار الحديث عنه .. هو الانسان