سأكتب وان كان قلبى ضعيفاً
بقلم ابن المبارك ـ سبتمبر 2008
سأكتب وان كان قلبى ضعيفاً .. سأنشر وان كان دربى مخيفاً
هذا حصاد تجربة مررت بها بين الطموح والجنوح ـ خمس سنوات مضت من بداية أول مقال أكتبه .. أصوات تتردد حولى الآن بين مؤيد معارض , أو مشجع ومثبط ..أحدهم كلما كتبت مقالاً لايزال يعاودنى : " لا تتعجل " , " لسه بدرى " , " اقرأ جيداً أولاً " , " ليس كل ما يعرف يقال" ..... الخ , من الكلمات التى لا تحتمل تأويلاً سوى ترك الكتابة .ـ
اننى بعد عمر قصير من خوض غمار النشر والتدوين وكتابة المقالات السياسية والاجتماعية (الانسانية) ,خرجت بقناعات لست مغيرها حتى يثبت لى العكس أو أموت قبلها .. أول هذه القناعات أنه ليس كل من يقرأ يستطيع أن يكتب , وثانيها أن الشجرة أصلها بذرة والاختراع أصله فكرة ,وثالثها أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .ـ
لقد حاول أديسون مخترع المصباح ألف محاولة فاشلة قبل أن ينجح وما يأس , وكأنى بمن حوله يقولون له كما قال صاحبى , نعم بالفعل قال له مدرسه يوماً : " انت فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسه بعد الآن ".. فما بالكم بمن لم تتعد محاولاته حد الآحاد أو حتى العشرات ؟! الطريق طويل اذن لا شك ـ
كلما جالت بنفسى تلك الخاطرة تذكرت موقف الشيخ محمد الغزالى رحمه الله الذى كان قد أوشك عن التوقف عن الكتابة بعد محاولات منه كثيرة لنشر بعض مقالاته فى مجلة الاخوان المسلمين , ولكن كانت تقابل مقالاته بالتجاهل من رئيس تحرير المجلة .. حتى زار الامام البنا مقر المجلة ووجد مقالات الغزالى فى الأدراج مهملة فقرأها وأمر بنشرها تباعاً وأرسل الى الشيخ الغزالى رسال مختصرة جاء فيها :ـ
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بعد قراءة مقالك الأخير فى مجلة الاخوان طربت لعباراته الجزلة ومعانيه الرقيقة وأدبه العف الرصين , هكذا يجب أن تكتبوا أيها الاخوان المسلمون , اكتب دائماً وروح القدس تؤيدك والله معك ... والسلام عليكم ورحمة الله
أخوك حسن البنا ـ فى عام 1945 " ـ
يقول الشيخ الغزالى فى مذكراته انه قبل هذه الرسالة بأيام كان اليأس قد بدأ يدنو منه وقد فكر فى التوقف نهائيا عن الكتابة ـ ولو حدث ذلك فلا يستطيع أحد أن يتخيل أن يحرم العالم من عالم مثل الغزالى الذى وصل بكتاباته الى مالم يصل اليه غيره فى الواقعية ومعالجة المشاكل ذات الحساسية .ـ
اننا بحاجة لمن يشجع أى موهبة وان كانت قاصرة , ويتبنى التميز أيا كان مصدره ومجاله , أما اذا أردنا أن نردم على نبتة قبل نموها أو نقتل موهبة فى مهدها , فما عليك الا أن تتبع سبيل المثبطين الذين يرفعون شعار : لا تحاول ـ
ثمة أمر آخر لابد من الاشارة اليه , لقد روى عن أحد الحكماء ( والرواية للأصمعى) قوله " انى لأعظكم وأنا كثير الذنوب مسرف على نفسى غير حامد لها ,ولا حاملها على المكروه فى طاعة الله عزوجل .. قد بلوتها فلم أجد لها شكراً فى الرخاء , ولا صبراً على البلاء ؟, ولو ان المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الأمكر بالخير والنهى عن المنكر ,ولكن محادثة الاخوان حياة للقلوب وجلاء للنفوس وتذكير من النسيان" ـ
بهذه النية أكتب وبها أستمر بعون الله ـ متجاوزاً ضعفى وخوفى ـ حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ـ
ثمة أمر آخر لابد من الاشارة اليه , لقد روى عن أحد الحكماء ( والرواية للأصمعى) قوله " انى لأعظكم وأنا كثير الذنوب مسرف على نفسى غير حامد لها ,ولا حاملها على المكروه فى طاعة الله عزوجل .. قد بلوتها فلم أجد لها شكراً فى الرخاء , ولا صبراً على البلاء ؟, ولو ان المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الأمكر بالخير والنهى عن المنكر ,ولكن محادثة الاخوان حياة للقلوب وجلاء للنفوس وتذكير من النسيان" ـ
بهذه النية أكتب وبها أستمر بعون الله ـ متجاوزاً ضعفى وخوفى ـ حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ـ
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
هناك تعليقان (2):
كلمات خرجت من لقلب فدخلت القلب
جزاكم الله خيرا
اكتب كما تشاء و لا تعني الوصية بأن تقرأ ألا تكتب , لاشك أنك فهمت محاورك خطأ فهو - كما أعرف - لا يقصد ما فهمته بتاتا .
إرسال تعليق