روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب المعروف بشدته وقوة بأسه , كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم
فرأى رجلاً يأكل بشماله فجاءه من خلفه وقال : يا عبدالله كل بيمينك .. ـ
فأجابه الرجل : يا عبدالله انها مشغولة , فكرر عمر القول مرتين , فأجابه الرجل بنفس الاجابة
فقال له عمر : وما شغلها ؟؟ فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. ـ
فجلس اليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟ , ومن يغسل لك ثيابك ؟ , ومن يغسل لك رأسك ؟, ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام , وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها
....................................................................
يقول ستيفن كوفي : كنت في صباح يوم أحد الايام في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك
وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق بالتفكير وآخرون في حالة استرخاء
كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء
فجأة .. صعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار
جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله
كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء .. بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج
ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري دون أن يحرك ساكناً !!؟؟
لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد .. والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً !؟
وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق بالتفكير وآخرون في حالة استرخاء
كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء
فجأة .. صعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار
جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله
كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء .. بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج
ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري دون أن يحرك ساكناً !!؟؟
لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد .. والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً !؟
بعد أن نفد صبري التفتُّ إلى الرجل قائلاً : إن أطفالك ياسيدي يسببون إزعاجا للكثير من الناس.. وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك؟ .. انك عديم الاحساس
فتح الرجل عينيه.. كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف : نعم إنك على حق.. يبدو انه يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر.. لقد قدمنا لتونا من المستشفى حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة .. إنني عاجز عن التفكير .. وأظن أنهم لايدرون كيف يواجهون الموقف أيضاًً
يقول (كوفي): تخيلوا شعوري آنئذ ؟؟
فجأة امتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود
قلت له : هل ماتت زوجتك للتو ؟ .. إنني آسف .. هل يمكنني المساعدة ؟؟
لقـد .. تغير كل شيء في لحظـة
هناك 4 تعليقات:
جزاكم ربي خيرا
فعلا , يحدث هذا كثيرا عندما نقدم الظن بأن الغير مخطئ و مقصر , قبل أن نحاول أن نعرف عنه شيئا .
لماذا نفترض دوما أن الآخرين هم المقصرين ؟ لعل لهم أعذارا , و لعلنا نحن المخطئين إذ لم نلتمس لهم الأعذار , أو على الأقل نستوضح منهم بتغليب حسن الظن .
لكنها العجلة و التعامل بالانطباعات , و الكتمان , مع أن تواصل بسيط لطيف يحل كثير من الأزمات .
وصلت رسالتك وفطن مقصودك ...لعله لا يحمل من اللوم والعتاب بقدر مايحمل من مشاركة الاحباب...ولعل مقصوده أفضل من منطوقه...ولعله يستحق السماح
أتراها ضاقت علينا وحدنا ؟
إرسال تعليق