استعلاء .. لا كبرياء
مقتطفات من فيض الراشد
جمع واعداد : ابن المبارك
أيها الأحباب .. نحن أصحاب المحراب .. نحن أصحاب العزة والأمل .. والكرم والشجاعة ,, علينا أن نثق بأنفسنا وان نبادر الى احتلال الصدارة فى هذه الحياة , بشعور الاستعلاء الايمانى , والإباء الربانى .. نعم إنه استعلاء وإباء لا رياء ولا كبرياء ـ
* ثم .. لابد أن نفرق بين الوعى والاروح الانسحابية , وبين استعلاء الدعوة وابطاء الدعة ـ
انظروا الى احوالكم الآن ثم انتبهوا الى هذه اللفتة الابداعية فى قوله تعالى : " إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم "(ال عمران ـ 21) .. والقياس عندنا نحن الدعاة واضح : جاء ذكر قتل من يأمر بالقسط بعد ذكر النبيين , وفى ذلك ايماءة واضحة الى شرف المنزلة .. ـ
يقول الحسن البصرى : (هذه الآية تدل على أن القائم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عند الخوف تلى منزلته فى العظم منزلة الانبياء ) ـ
* هي مسألة محسومة إذن: أن نرشح أنفسنا لقيادة الأمة .. ـ
لكن بعض الدعاة يتلكأ، بسبب ضباب في الطريق، أو يتردد بسبب شبهات معترضة، وإنما الواجب عليهم أن يثقوا بأنفسهم، وأن يعزموا عزائمهم، لأن هذه المعوقات إنما هي جنس مألوف في الصراع، وهي ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والفكرية وتنافس الجماعات، وليس لنا أن نتوقع أن نكون بدعة في العاملين، بحيث نمضي بلا صعوبات، ولا متساقطين ـ
* وينظر الداعية الجاد إلى نفسه، وإلى إخوانه في الرهط الدعوي، فيرى نقصا عن بلوغ الصورة المثالية التي تصفها أسطر فقه الدعوة، وتستوقفه بقايا ضعف أو طمع أو جهل، فيأخذ يتهم ذاته والآخرين، وتزيده الاتهامات الظالمة التي تطيرها أجهزة الإعلام المعادية إحباطا، وليس ذلك بصواب أبدا، وملاذنا قاعدة صريحة في الفقه: (إن عقد الإسلام لا ينحل بازدحام الآثام، وترتفع ألف حوبة بتوبة ) ـ
فلو ذهبنا جدلا أن حياة بعض الدعاة تزدحم بذنوب، فإن التوبة تعدل ذلك وتعالج الأمر معالجة تامة، ونحن التوابون ولا فخر، ونحن أساتذة الاستغفار بحمد الله ـ
* و ما النقصان في أفراد الدعاة - لو كان - إلا ظاهرة متوقعة محسوبة مهما وصفت الكتابات العلو المطلوب، لأن هذا العلو إنما يضرب كمثل ورمز وغاية ، ليصل من يصل إلى نصف الوصف النموذجي وثلثيه وثلاثة أرباعه، وما يكاد يقارب الأعالي الحقيقية إلا قلائل ، ولا يتقمص الملائكية أحد، إنما هو التسديد والمقاربة والتشبه والمحاولة والرجاء ـ
* لذلك يليق بدعاة الإسلام اليوم أن يثقوا بأنفسهم ثقة تامة: أنهم أمثل من في الساحة ، وأنهم أهل للإصلاح، وجدير بهم أن لا يلتفتوا إلى وسوسة شيطان أو أكاذيب الملأ الذين يتحلقون حول الظالمين، بل عليهم أن يشقوا الطريق صاعدين، بما حكر الإيمان لهم من أولوية وولاية فهو منهج يصعد بأصحابه (نحو المعالي)، ولا يحوم حول السفليات الدنيوية والمطامع وغصب الحقوق، وإنما هو منهج التسامي ـ
وبذلك نحقق عنصر امتياز وتفوق، و ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين ) ـ
* ثم هل التروي تهمة ، ربما يتهم الداعية بها رهطه، يريد النتيجة العاجلة، وكأنه أصبح ضجرا من طول الدرب، في حين يُجمع الفقهاء والساسة والفلاسفة والأدباء على أن الحكمة لا تأذن بقفز يتجاوز التدرج، حتى الشاعر البدوي أدرك جوهر التخطيط بفطرته، فقال :
* لذلك يليق بدعاة الإسلام اليوم أن يثقوا بأنفسهم ثقة تامة: أنهم أمثل من في الساحة ، وأنهم أهل للإصلاح، وجدير بهم أن لا يلتفتوا إلى وسوسة شيطان أو أكاذيب الملأ الذين يتحلقون حول الظالمين، بل عليهم أن يشقوا الطريق صاعدين، بما حكر الإيمان لهم من أولوية وولاية فهو منهج يصعد بأصحابه (نحو المعالي)، ولا يحوم حول السفليات الدنيوية والمطامع وغصب الحقوق، وإنما هو منهج التسامي ـ
وبذلك نحقق عنصر امتياز وتفوق، و ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين ) ـ
* ثم هل التروي تهمة ، ربما يتهم الداعية بها رهطه، يريد النتيجة العاجلة، وكأنه أصبح ضجرا من طول الدرب، في حين يُجمع الفقهاء والساسة والفلاسفة والأدباء على أن الحكمة لا تأذن بقفز يتجاوز التدرج، حتى الشاعر البدوي أدرك جوهر التخطيط بفطرته، فقال :
منا الأناة وبعض القوم يحسبنا ***** أنا بطاء وفي إبطائنا سرع
قال التبريزي : ( المعنى: نحن لا نعمل عملا ولا نمضي رأيا إلا بعد التأني والتروي، فلذلك بعض القوم الذين لا تجربة لهم يظنون أنا بطاء، ولا يعلمون أن إبطاءنا فيه سرعة )
أما كيف يكون الإبطاء سرعة فالحساب بسيط ، ذلك أن الاستعجال يقود إلى فشل ، فتضطر لتكرار العمل، ولو جمعت الوقت الأول ووقت الاستئناف الثاني لكان أطول من وقت واحد على الطريقة المحكمة المنتجة .. ـ
أيها الأحباب .. تذكروا حديث رسول الله صلى اله عليه وسلم : " إن من ورائكم فتناً كقطع الليل المظلم ,للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم " قيل: بل منهم يا رسول الله ،قال : " لا بل منكم لأنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون عليه أعوانا " (أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه ابن ماجه) .. ـ
هناك تعليق واحد:
phentermine overnight cheap phentermine 37.5 mg online - best way buy phentermine online
إرسال تعليق