" توكل على الله كأن لم يكن هناك أسباب , وخذ بالأسباب كأن لم يكن هناك توكل " .. كم كنت أحب هذه الجملة جداً ولكنه كان حب معرفى أحياناً ووجدانى أحيان أخرى.. لم أكن أتصور أن يأتى على يوم أشعر انه فعلاً لا يوجد أسباب باقية .. ـ
" لم يعد أمامنا سوى الدعاء والتوكل على الله " .. هكذا قالى لى أبى والدموع فى عينيه , قبل عدة أيام
أعتذر الى نفسى أولأ ,, هذه تقريباً أول تدوينة شخصية ,, فضلت ان أكتبها هنا لا هناك , لعلمى انه لن يراها الا القليل جداً ,,, ربما لاأحد ,,, وهذا ما شجعنى
قبل ثلاث سنوات ونصف اشتد الألم فى الأمعاء على أمى فنقلناها الى مستشفى خاص وبعد الفحوصات والآشعات والتحاليل التى استغرقت أياماً .. طلب الطبيب المعالج اجراء عملية جراجية فوراً دون تأجيل .. ما السبب , رفض الطبيب أن يفصح فى البداية وبعد الحاح قال ان هناك ورم فى القولون أبعاده 2*3 سم , وهوحجم لا يفضل الانتظار معه كثيراً .. وتمت العملية بفضل الله ....... وتم تحليل عينة الورم !!!! ـ
لم تكن مفاجئة بالنسبة للأطباء فهم كانوا يتوقعون ذلك كما قالوا لنا بعدها .. لكننا كنا فى حالة ذهول عندما علمنا أن الورم خبيث .. انه سرطان القولون بعد عدة أيام من شفاء أمى من العملية كان يتوجب عليها البدء فى أخذ جرعات العلاج المكافح للخلايا السرطانية وهو ما يسمى بالعلاج الكيماوى .. اخذنا وقتاً طويلاً فى التفكير فى كيفية اقناع أمى بالعلاج .. هل نصارحها بطبيعة المرض أم لا .. وانتهينا الى المصارحة
ولكن عندما توجهنا الى معهد الاورام بالقاهرة لتلقى العلاج رفض المعهد البدء فيه بسبب أخطاء فى العملية أدت الى تلوث الجرح .. " عليكم بالانتظار حتى يطيب الجرح " هذه الجملة سمعناها أسبوعياً من المعهد كلما توجهنا اليه للبدء فى العلاج الذى لا يجوز أن ينتظر أكثر من شهر بعد العملية .. لكننا انتظرنا 3 أشهر حتى ينغلق الجرح تماماً بعدها بدأت أمى فى تناول الجرعات بانتظام لمدة 6 أشهر .. ثم ... تكرر الألم ,, أظهرت التحاليل الأولية أن الخلايا السرطانية ما زالت موجودة لم يتم استئصالها بالكلية رحلة جديدة من الجرعات ثم التحاليل والتقييم .. ثم الجرعات ثم التحاليل والآشعات والفحوصات .. رحلة مصحوبة بآلام بالغة ,, ثم أخيراً .. قرار باجراء عملية أخرى لانقاذ الموقف
وتمت العملية بفضل الله لتخرج أمى الى الحياة مرة أخرى .. لكن أيام قليلة من الراحة ليبدأ الألم من جديد ... وتبدأ رحلة من العلاج الكيماوى بعد مساعى حثيثة لاستصدار قرار علاج على نفقة الدولة .....ـ
بعد عام ونصف آخرين من جلسات العلاج ... ينتبه الأطباء من أنه لا أثر لذلك الدواء الكيميائى على الخلايا .. والوضع يزداد سوءاً .. ظهور بؤرة جديدة من الورم فى المعدة .. نزيد جرعات العلاج ... ظهور بؤرة جديدة فى الكبد ... نزيد جرعات العلاج .. ظهور خلايا فى الرئة اليمنى ....... هنا لا فائدة من العلاج .. هذا قرار الأطباء الأخير
الصدمة كانت قاسية .. بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العمليات والجرعات والفحوصات .. بعد تكاليف المئات من الآلاف تحملت الدولة منهم ما تحملت ... بعد وبعد وبعد .......... ماذا بعد ؟؟ـ
" ستعيش على المسكنات بقية عمرها ان كان لها بقية , أو يقضى الله أمره ".. أحد الأطباء معبراً عن رأيه الصادم ,, " استنفذنا كل أنواع العلاج المتاح معها ".. طبيب آخر مؤكداً ,, " الحقيقة أن الدولة لم تعد ترغب فى تحمل تكلفة علاج لا يأتى بنتيجة , هناك من هو أولى ".. أضاف ثالث فى صراحة
عندما تخلى كل الأطباء عن المسئولية .. وقفنا نحن فى أسرتنا حول أمى نعلن لها تحملنا لكل شيئ مقابل أن تستريح من آلامها .. ـ كان الله فى عون أبى ,, يجرى وراء أى شعاع ضوء خافت يظهر له من بعيد , يذهب لأى طبيب يسمع عن كفاءته , ويتصل بأى شخص يعلن اختراعه دواء جديد للسرطان , يتعلق بأى شيئ .. ولكن لا شيئ
ومازلنا نصارع الزمن بالأمل .. توصلنا أخيراً عبر طبيب جديد الى اتفاق أخير بتجربة علاج جديد لمدة 3 أشهر كآخر حل ... ثلاثة أشهر ثم نرى ... ثلاثة أشهر ... ثم ماذا !! .. لا أدرى ,, " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. " ... أو قبل ذلك .. أيضا لا أدرى .. " قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " ـ
لا أدرى سوى أننى أستقبل كل يوم اشارات وعلامات من الله .. نعم أعيش أفضل حالاتى الايمانية منذ أسبوعين , فالأزمات تقربنى من الله .. ليست الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة فقد مررت بأزمات عديدة مادية وعائلية ودراسية وشخصية وكلها خرجت منها أكثر فهماً للحياة وأكثر ايماناً بالله
آخر رسالة جائتنى عبر المحمول من أخ فاضل لى فى منتصف الليل يقول : " اذا سجدت فأخبره بأسرارك , ولا تسمع من بجوارك , وناجه بدمع عينك فانه لقلبك مالك " ... هكذا أقضى حياتى الآن مع الله .. أخبره بأسرارى ولا أسمع من بجوارى ...ـ
اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك , وعاملنا بالاحسان لا بالميزان
" لم يعد أمامنا سوى الدعاء والتوكل على الله " .. هكذا قالى لى أبى والدموع فى عينيه , قبل عدة أيام
أعتذر الى نفسى أولأ ,, هذه تقريباً أول تدوينة شخصية ,, فضلت ان أكتبها هنا لا هناك , لعلمى انه لن يراها الا القليل جداً ,,, ربما لاأحد ,,, وهذا ما شجعنى
قبل ثلاث سنوات ونصف اشتد الألم فى الأمعاء على أمى فنقلناها الى مستشفى خاص وبعد الفحوصات والآشعات والتحاليل التى استغرقت أياماً .. طلب الطبيب المعالج اجراء عملية جراجية فوراً دون تأجيل .. ما السبب , رفض الطبيب أن يفصح فى البداية وبعد الحاح قال ان هناك ورم فى القولون أبعاده 2*3 سم , وهوحجم لا يفضل الانتظار معه كثيراً .. وتمت العملية بفضل الله ....... وتم تحليل عينة الورم !!!! ـ
لم تكن مفاجئة بالنسبة للأطباء فهم كانوا يتوقعون ذلك كما قالوا لنا بعدها .. لكننا كنا فى حالة ذهول عندما علمنا أن الورم خبيث .. انه سرطان القولون بعد عدة أيام من شفاء أمى من العملية كان يتوجب عليها البدء فى أخذ جرعات العلاج المكافح للخلايا السرطانية وهو ما يسمى بالعلاج الكيماوى .. اخذنا وقتاً طويلاً فى التفكير فى كيفية اقناع أمى بالعلاج .. هل نصارحها بطبيعة المرض أم لا .. وانتهينا الى المصارحة
ولكن عندما توجهنا الى معهد الاورام بالقاهرة لتلقى العلاج رفض المعهد البدء فيه بسبب أخطاء فى العملية أدت الى تلوث الجرح .. " عليكم بالانتظار حتى يطيب الجرح " هذه الجملة سمعناها أسبوعياً من المعهد كلما توجهنا اليه للبدء فى العلاج الذى لا يجوز أن ينتظر أكثر من شهر بعد العملية .. لكننا انتظرنا 3 أشهر حتى ينغلق الجرح تماماً بعدها بدأت أمى فى تناول الجرعات بانتظام لمدة 6 أشهر .. ثم ... تكرر الألم ,, أظهرت التحاليل الأولية أن الخلايا السرطانية ما زالت موجودة لم يتم استئصالها بالكلية رحلة جديدة من الجرعات ثم التحاليل والتقييم .. ثم الجرعات ثم التحاليل والآشعات والفحوصات .. رحلة مصحوبة بآلام بالغة ,, ثم أخيراً .. قرار باجراء عملية أخرى لانقاذ الموقف
وتمت العملية بفضل الله لتخرج أمى الى الحياة مرة أخرى .. لكن أيام قليلة من الراحة ليبدأ الألم من جديد ... وتبدأ رحلة من العلاج الكيماوى بعد مساعى حثيثة لاستصدار قرار علاج على نفقة الدولة .....ـ
بعد عام ونصف آخرين من جلسات العلاج ... ينتبه الأطباء من أنه لا أثر لذلك الدواء الكيميائى على الخلايا .. والوضع يزداد سوءاً .. ظهور بؤرة جديدة من الورم فى المعدة .. نزيد جرعات العلاج ... ظهور بؤرة جديدة فى الكبد ... نزيد جرعات العلاج .. ظهور خلايا فى الرئة اليمنى ....... هنا لا فائدة من العلاج .. هذا قرار الأطباء الأخير
الصدمة كانت قاسية .. بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العمليات والجرعات والفحوصات .. بعد تكاليف المئات من الآلاف تحملت الدولة منهم ما تحملت ... بعد وبعد وبعد .......... ماذا بعد ؟؟ـ
" ستعيش على المسكنات بقية عمرها ان كان لها بقية , أو يقضى الله أمره ".. أحد الأطباء معبراً عن رأيه الصادم ,, " استنفذنا كل أنواع العلاج المتاح معها ".. طبيب آخر مؤكداً ,, " الحقيقة أن الدولة لم تعد ترغب فى تحمل تكلفة علاج لا يأتى بنتيجة , هناك من هو أولى ".. أضاف ثالث فى صراحة
عندما تخلى كل الأطباء عن المسئولية .. وقفنا نحن فى أسرتنا حول أمى نعلن لها تحملنا لكل شيئ مقابل أن تستريح من آلامها .. ـ كان الله فى عون أبى ,, يجرى وراء أى شعاع ضوء خافت يظهر له من بعيد , يذهب لأى طبيب يسمع عن كفاءته , ويتصل بأى شخص يعلن اختراعه دواء جديد للسرطان , يتعلق بأى شيئ .. ولكن لا شيئ
ومازلنا نصارع الزمن بالأمل .. توصلنا أخيراً عبر طبيب جديد الى اتفاق أخير بتجربة علاج جديد لمدة 3 أشهر كآخر حل ... ثلاثة أشهر ثم نرى ... ثلاثة أشهر ... ثم ماذا !! .. لا أدرى ,, " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. " ... أو قبل ذلك .. أيضا لا أدرى .. " قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " ـ
لا أدرى سوى أننى أستقبل كل يوم اشارات وعلامات من الله .. نعم أعيش أفضل حالاتى الايمانية منذ أسبوعين , فالأزمات تقربنى من الله .. ليست الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة فقد مررت بأزمات عديدة مادية وعائلية ودراسية وشخصية وكلها خرجت منها أكثر فهماً للحياة وأكثر ايماناً بالله
آخر رسالة جائتنى عبر المحمول من أخ فاضل لى فى منتصف الليل يقول : " اذا سجدت فأخبره بأسرارك , ولا تسمع من بجوارك , وناجه بدمع عينك فانه لقلبك مالك " ... هكذا أقضى حياتى الآن مع الله .. أخبره بأسرارى ولا أسمع من بجوارى ...ـ
اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك , وعاملنا بالاحسان لا بالميزان